بالرغم من أن الإبل تحظى بمكانة خاصة لدى الإنسان النجراني، إلا أن هذا الحب المتبادل بين الجانبين لا يقابله الاهتمام الكافي من قبل أمانة المنطقة، وهذا التعبير يعكسه جليا الوضع المتردي لسوق الإبل الذي يشكو سوء التنظيم، فضلا عن الحظائر المتهالكة التي لا تليق بمكانة هذا الحيوان الذي يحظى باحترام النجرانيين عموما. «عكاظ» وقفت على سوق الإبل الواقع غرب نجران ورصدت بالصور مدى الإهمال الذي يعانيه هذا السوق العتيق، فالحظائر أكل عليها الدهر والشوارع ضيقة وغير مسفلتة والشبوك محكمة، مما يساعد على هروب الإبل إلى الطرق الرئيسية ويتسبب في حوادث مرورية، خاصة أن السوق يقع بين طريقين رئيسيين. ولا يوجد في السوق شبكات أو خزانات مياه مخصصة لسقيا الإبل، فضلا عن تراكم النفايات بشكل مخيف، وقال المواطن حسين مهدي آل خريم، (صاحب حظيرة) إن السوق يعاني سوء التنظيم منذ عدة أعوام، والحظائر قديمة وسيئة وأن الشوارع الفاصلة بين الحظائر ضيقة وتحتاج إلى توسعة وسفلتة ولا تتوفر في السوق دورات مياه. ويوافقه الرأي محمد علي آل دويس أحد أصحاب الحظائر، بالقول «السوق يحتاج إلى سفلتة شوارعه وتوسعتها وتنظيمها وإنارتها، وكذلك تنظيم الحظائر واستبدالها بجديدة وقوية تمنع هروب الإبل»، ويضيف «السوق في حاجة ماسة للخدمات مثل إمدادات المياه، دورات مياه وبوفيهات». من جهته، أوضح علي هادي، أنه زار الإبل عدة مرات، ولكنه لم يجد شيئا إيجابيا أبدا، ويضيف «وضع السوق لا يعطي انطباعا جيدا، ويحتاج إلى العديد من الخدمات مثل السفلتة وتوسعة الشوارع وإنارتها وتنظيم وترتيب واستبدال الحظائر بحظائر جديدة وإزالة المخلفات من داخل السوق»، وختم هادي بالقول «نأمل في تحسين وتنظيم السوق أسوة ببقية أسواق الإبل في مدن ومناطق المملكة». «عكاظ» واجهت رئيس المجلس البلدي في نجران زيد آل شويل بآراء المواطنين حيال وضع سوق الإبل، فبين أن سوق الابل جزء مهم من مخطط حي أبا السعود التاريخي، وتم وضع مخطط كامل لإعادة تأهيله مع المحافظة على طابعه التاريخي، ومن هذا المخطط تنظيم الورش وسوق الإبل والغنم وأسواق التمور والحرف اليدوية، والمشروع يشمل تأهيل البنى التحتية للمنطقة. وأضاف، تمت مخاطبة جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة للبدء في المشروع قريبا، وحول المكان الجديد لسوق الإبل قال آل شويل «لم يحدد الموقع الجديد بعد، وجار البحث عن مكان جديد يليق بمكانة الإبل».