كما هو معروف بالحصانة الدبلوماسية للدبلوماسيين وكبار الشخصيات في الجهازين الحكومي والعسكري لكل دولة، هناك أيضا حصانة اجتماعية غير معلنة تمنح من قبل المجتمع لشخصيات حسب مكانتهم الاجتماعية وما يشغلونها من مناصب قيادية في شتى المجالات، وأخرى تمنح للوقار والفضيلة والغنى المادي. وتتلخص هذه الحصانة في مستوى التعامل مع هذه الشخصيات ومدى الاحترام الممنوح لهم من قبل المجتمع بكافة شرائحه، الأمر الذي يجب أن ينظروا إليه بعين الاعتبار ليكون كنزا حقيقيا وهبة الله لهم يتحتم عليهم صيانته بما يحبه الله ويرضاه، ولا يستغل كوسيله يقفز بها على المجتمع ويتخطى بها الأنظمة والقوانين والعرف الاجتماعي، فهم لم يحصلوا عليها إلا بإرادة وخيار مجتمع من خلال ما يرى بعينه ويبصر بقلبه، وهو ما قد يتبدل بين ليلة وضحاها كيفما تبدو عليه تصرفات هذه الشخصية وما تبديه من عمل وقول..وفي المقابل أن لا تكون الحصانة لدى المجتمع ثوابت تمنح لمجرد المسميات الوظيفية ومظاهر الوقار والغنى، فقد باتت هناك قناعة لدى كثير من المتطفلين بأن تقمص أي من هذه المعالم يكفي للدخول لنادي الحصانة الاجتماعيه دون قيد أو شرط، ومن ثم القفز على الحواجز وتحويلها إلى وسيلة لبعض السلوكيات السلبية، لذا يجب الحذر في اختيار من يستحقون احترامنا وتبجيلنا لهم مهما علت مراتبهم وبدت عليهم مظاهر الوقار والغنى، على أن تكون نظرة المجتمع لمصداقية العمل والقول، كي (لا يختلط الصالح بالطالح ) ويزداد الفساد تفشيا، وقد سبق أن ذكرت في مقال سابق لي هنا في عكاظ (صناعة الفساد)، أن الفساد يصنع، حيث يشكل المجتمع القسم الأكبر لتغذيته ومنحه الغطاء اللازم لتمريره.. وهو أي (المجتمع) يكون نفسه الضحيه.