بعيدا عن ضجيج المدن ومع ندرة المرافق الخاصة بالشباب، قرر عدد من الشبان من مختلف الأعمار التوجه إلى ساحات ومضامير الفروسية، لاستغلال أوقاتهم في ما ينفعهم ولمسابقة الريح على ظهور الخيل في نادي الفروسية في مكةالمكرمة. ورغم قلة الامكانيات المتوفرة له يشهد النادي إقبالا كبيرا، مع حلول الإجازة الصيفية، لتسجل عودة واضحة إلى رياضة عشقها العرب في قديم الزمان وحاضره. تعتبر رياضة الفروسية من الرياضات المتأصلة عند العرب، حيث كانت متعلقة بمعنى الرجولة وكان يطلق على أقوى القادة لقب فارس لأنه يجيد ركوب الخيل وقت الحروب، والتي كانت تعتبر القوة الاستراتيجية للجيوش الاسلامية التي خاضت معاركها في شتى أنحاء العالم. وتعلم ركوب الخيل هو مسألة ثقة بالنفس، فعلى الفارس أن يكون على يقين من طاقته وقدرته على التعامل مع الخيول والسيطرة عليها، وجعلها تنصاع لأوامره، كذلك يجب تبادل الثقة بين التلميذ ومدرب الخيل. «عكاظ» تجولت داخل نادي الفروسية في مكةالمكرمة والتقت عددا من الشبان الذين تربطهم علاقة حميمة بالفروسية، البعض منهم عشقها منذ الصغر وآخرين يخصصون لها أوقات أيام الاجازات. وأوضح منير الثبيتي أنه عشق الخيل وميدان الفروسية منذ مدة قصيرة، وقد حقق من خلال هذا العشق عددا من البطولات في ما يسمى بالمسيرات التي تنطلق لمسافات طويلة تثبت قدرة التحمل لدى الفارس وفرسه، مشيرا إلى أنه تعلم هذه الرياضة في إحدى الدول المجاورة، مضيفا أن هذه الرياضة تحمل من الاسرار الكثير، فهي رياضة القدرة والتحمل وتحتاج الى تدريب على مدى شهور وقد يصل إلى السنوات حتى يتقنها الشخص. وختم «في الغالب الأجواء الصيفية لا تناسب هذه الرياضة كثيرا وقليل من يمارسها في هذه الأجواء». من جانبه، قال خالد مشعل ان المرافق الخاصة بالشباب قليلة وهي في أغلب الاحيان ضياع للوقت، فقررت أنا وعدد من الاصحاب استغلال الاجازة في تعلم الفروسية وركوب الخيول ومسابقة الريح بها، مشيرا الى إنها رياضة الأجداد وهذا ما جذبنا إليها. وأكد أن الاجازات الطويلة يجب أن تستغل بما هو أنفع للشاب إما بتعلم الفروسية أو السباحة أو الاشتراك بأحد الاندية الرياضية. وشدد على ضرورة اهتمام أولياء الأمور بتعليم ابنائهم هذه الرياضة التي تعتبر من أجمل الرياضات. فوائد نفسية يبقى أن الفروسية وركوب الخيل رياضة جسدية وروحية لا تعادلها أية رياضة أخرى، فهي تنشط الجسم وتقويه وتنعش الروح وتدخل البهجة في نفوس مزاوليها، ولها فوائد نفسية تتمثل في تعزيز الثقة بالنفس، تعزيز الاعتبار الذاتي، السيطرة على العواطف، تطوير القدرة على الصبر، تحسين قدرات تقدير المخاطر، تخفيض مستوى الضغط الإجهادي وتقوية الشعور بالانتماء الاجتماعي.