يصنف حي الرحاب في محافظة جدة ضمن الأحياء الراقية، التي تشهد تطورا كبيرا، لا سيما أن الحي ينمو ويتمدد وسط شبكة من الطرق المهمة والرئيسة، مثل شارع فلسطين وشارع التحلية وشارع الأربعين وطريق الحرمين (الخط السريع). وكون حي الرحاب تمدد واتسعت رقعته، فقد تمت تجزئته إلى أحياء داخل الحي، فأصبح هناك حي الرحاب 1 و2 و3 والرحاب 10, وما بين الرحاب 2 والرحاب 5 نمت بؤر عشوائية قبل نحو 25 عاما، وتمددت معها مشاكلها فأصبحت كسرطان منتشر دون أن يحظى بأية محاولة للعلاج. ويرحب كثير من الأهالي بأية عملية لتنظيم وتطوير وتأهيل الحي والعمل على الحد من تزايد رقعة العشوائيات، دعما لتوجه إمارة منطقة مكةالمكرمة في إعادة النظر في بعض الأحياء العفوية التي تتركز في ما يعرف بالسالمية. واعتبر الأهالي أن الوقوف ضد كل ما يعيق التنمية والتطوير هو واجب عليهم، متمنين من الأمانة منح الحي ما يستحقه من الاهتمام لا سيما الجزء العشوائي فيه. ويقارب عمر حي الرحاب ربع قرن من بدء التطور والتمدد العمراني في عروس البحر الأحمر، ويقع في مربع يحده من الشرق الخط السريع ومن الجنوب شارع فلسطين ومن الغرب شارع الأربعين ومن الشمال شارع التحلية. وعرف الحي في لحظة من اللحظات بالحي الراقي، لأنه محاط بأهم وأكبر شوارع جدة التي انتشر فيها العمران الحديث من فلل وعمائر. العشوائية والخدمات ولا تخلو مطالب أهالي الرحاب من الخدمات غير المتوفرة من البلدية في المقام الأول وبعده عن المستشفيات الكبرى سواء الحكومية أو الخاصة، لكن تظل العشوائية هي بؤرة المشاكل وتتركز تحديدا في الرحاب «4»، حيث سوء التخطيط والبيوت الشعبية والتعديات المتنازع عليها، إضافة إلى ما رصدته «عكاظ» من مشاكل نقص الخدمات والإضاءة الداخلية في الشوارع (الأزقة) وعدم توفر حدائق كمتنفس للأهالي، لا سيما في الشوارع المحاذية من جهة الشرق لشارع ابن جبير. ووقفت «عكاظ» ميدانيا على عدد من شوارع الحي، حيث تتركز المنطقة الشعبية والمسماة بحي السالمية الشرقي والغربي التي تبلغ مساحتها نحو ثلاثة كيلو مترات مربع، وتقع حدودها من الرحاب «2» حتى الرحاب «5» ويسكنها مواطنون بنوا بيوتهم الشعبية إبان بدء التطور في شمال شرقي جدة. وفي جولة على حي السالمية في حي الرحاب الواقع بمحاذاة طريق الحرمين من جهة الشرق، رصدت «عكاظ» شوارع الحي وأزقته الضيقة والخدمات المنقوصة. ووفق احصاءات تقديرية، فإن حي الرحاب يقطنه نحو 120 ألف نسمة، ويدخل في نطاق بلدية العزيزية التي ساهمت في السنوات الماضية في تطوير أجزاء منه. ورغم أن الرحاب من الأحياء الراقية والحديثة في شمالي جدة غربي طريق الحرمين السريع، إلا أن البؤر العشوائية فيه شوهت جماله وتطوره. وخلال رصد «عكاظ» للحي الشعبي لاحظنا البيوت الشعبية والأزقة التي لا يزيد عرض بعضها على نصف متر، مما يحول دون مرور أية سيارة للدفاع المدني أو الإسعاف في حال أي طارئ. وذكر كل من أحمد الغامدي وساطي المطيري وماجد العبدالله أن حي الرحاب يعتبر من الأحياء الراقية في جدة لموقعه الاستراتيجي، لكن ما يزعج الجميع هو الجزء الشعبي الواقع شمالي شارع التضامن العربي في الرحاب «4» و«5»، حيث إن أغلب البيوت الشعبية نمت حديثا وبعضها دون صكوك. أجزاء متباينة ويقول عماد يوسف إن حي الرحاب ينقسم إلى مجموعة من الأجزاء التي تتباين في رقيها -حسب قربها أو بعدها من الحي الشعبي والمعروف لدى البعض (بالسالمية) الشرقي والغربي- مضيفا أن ثمة كثافة سكانية داخل الحي، إلى جانب المعاناة من مشكلة الصرف الصحي. وحسب صالح المروان، فإن من المشاكل التي تؤرق أهالي الرحاب بعدهم عن أي مستشفى حكومي، في حين أن المراكز الصحية القائمة لا تفي بالحاجة. ويتحدث عادل الزهراني -بحكم تخصصه العقاري- عن تضاعف أسعار العقار في حي الرحاب الشرقي خلال 15 20 سنة، فيما يشكو طارق الصحفي عن نقص الخدمات في الحي، مبينا أن هناك إهمالا واضحا لجزء من الرحاب، فيما تم إهمال الجزء الآخر، مع إغفال البلدية للمناطق العشوائية التي تزداد فيها المشاكل، مطالبا أمانة جدة إعطاء أولوية في تحسين الجزء العشوائي. ويتحدث محمد عبدالله عن كثرة المياه الجوفية في الأحياء الشرقية في الرحاب ويقول في الرحاب «4» وتحديدا شارع ابن جبير، الذي يقسم حي الرحاب 2 4، تشاهد البيوت الشعبية والأزقة والشوارع الضيقة مع طفح الصرف الصحي بشكل ملحوظ. من جهتها، أعلنت أمانة جدة أن جزءا من حي الرحاب يصنف ضمن المناطق العفوية، وأنه مدرج في قائمة الأحياء المزمع تحسينها وإعادة تنظيمها وفق خطة تنفذها الأمانة، فيما تؤكد بلدية العزيزية أنها مهتمة بشكاوى الأهالي. وأكد المهندس حسن الزهراني أمين مجلس الأحياء بجدة تواصلهم مع الأهالي لحل مشاكلهم بالتنسيق مع الجهات المختصة، مبديا الترحيب بتلقي أية شكاوى لعرضها أمام الجهة المختصة.