يشكو أهالي حي الرويس، أشهر أحياء وسط جدة، من نقص المياه التي تصب في منازلهم مرة واحدة كل 12 يوما، وطفح الصرف الصحي، ونقص الخدمات البلدية ومنها إيقاف تصاريح البناء والترميم. ورغم معالجة ظاهرة تكاثر الجرذان وسط الحي غرب شارع حائل بنسبة 60 في المائة، إلا أن الأهالي يتخوفون من انتشار الأمراض، لا سيما حمى الضنك، مطالبين الأمانة والمجلس البلدي بالتدخل لحل مشاكل الحي المتراكمة. ورصدت «عكاظ» خلال جولة لها مشاكل الحي الواقع بمحاذاة الكورنيش الأوسط، عبر شوارعه وأزقته الضيقة، وكيف تبدلت أحوال الرويس بعد أن هجره سكانه الأصليون، وبقيت الأطلال تبكي على من تركها من الأهالي. ويضيف طارق الحربي: الجنسية الصومالية الأبرز تواجدا في حي (الرويس 2) و(الرويس 4) تليها التشادية والأريترية، فأغلب سكان الرويس الأصليين هجروه وتركوا منازلهم الشعبية. ويرى كل من عبدالعزيز الجهني، رائد عبدالله، يوسف القرني، ومحمد سالم أن أكثر ما يعانونه هو نقص المياه، كثرة طفح المجاري، نقص الخدمات البلدية، وكثرة صغار السن الأفارقة الذين ينتشرون جنوب شارع السيد وتحديدا (حارة الشروق وحارة الينبعاوية) في الليل وبين منازل مأهولة بالسكان ويمثلون خطرا على الجميع. من جهته، أنحى عمدة حي الرويس طلال عمرو الجحدلي باللائمة على أمانة جدة واتهمها بالتقصير تجاه الحي. وقال إن الرويس عبارة عن مجموعة أحياء في حي، ويضم أكثر من 13 حارة ويقطنه نحو 70 ألف نسمة. وطالب بضرورة حل معاناة السكان من طفح الصرف الصحي المتكرر نظرا لقرب الرويس من محطة الصرف الواقعة في شارع الأندلس، مشيرا إلى أنه عندما تمتلئ المحطة تطفح شوارع الرويس مثل شارع حائل، شارع السيد، وأبو فراس الحمداني وغيرها من الشوارع. وأضاف أن نسبة اهتمام الأمانة بحي الرويس «تحت الصفر بأصفار»، مؤكدا أن الحي يشكو الكثير ويئن من نقص خدمات النظافة وصيانة الأنوار والشوارع الداخلية والسفلتة المهترئة، لافتا إلى أنه رفع عدة شكاوى إلى أمانة جدة، ولكن لا حياة لمن تنادي. وأشار الجحدلي إلى أن الرويس بات أقل الأحياء في نسبة الجريمة حسب تقارير الشرطة، ولا توجد مشاكل في الرويس سوى المضاربات البسيطة والعادية ووجود بعض المخالفين لنظام الإقامة، موضحا أن أهالي الرويس القدامى يرفضون مغادرة الحي، كونهم يرتبطون به عاطفيا ويجمعهم حنين وحب متبادل بينهم وبين الأزقة والشوارع والحارات. ووجه عمدة الرويس تساؤلا إلى أمانة جدة قائلا: لماذا أوقفت تصاريح البناء والترميم في الحي، وما المبرر الذي تستند عليه الأمانة، وهل هذا يحقق المساواة مع بقية الأحياء؟. وحول مشروع نزع ملكيات عقارات لصالح مشروع تحسين الحي، أكد أن كثيرا من الأهالي يرفضون تسليم صكوكهم لشركة التطوير، وهذه ممتلكات خاصة لا أحد يستطيع إلزام الأهالي بها، كما أن الحي فيه بيوت شعبية وليس حيا شعبيا، مطالبا بتوسعة طرق وشوارع الحي دون الحاجة إلى النزع. وأفاد نائب رئيس المجلس البلدي في جدة المهندس حسن الزهراني أنهم سينسقون لزيارة ميدانية للحي للاطلاع على شكاوى الأهالي والعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات المختصة، وأنهم يرحبون بتلقي أي شكاوى لعرضها على اجتماعات المجلس. فيما حذر الدكتور جمال حسين (طبيب عام) من انتشار الأمراض بسبب الفئران التي تنقل أمراضا فيروسية عديدة تصيب الجهازين الهضمي والتنفسي،