على الرغم من انتهاء معاناة طلاب وطالبات جزيرة قماح، مع المدارس، بتوفير قوارب لنقلهم من الجزيرة على نفقة إدارة التربية والتعليم في جازان، إلا أن المعاناة في الشأن الصحي باتت ترهق الأهالي خاصة في ظل غياب ولو مقترح بتوفير مستوصف أو مركز رعاية صحية ينهي معاناة الانتقال إلى خارج الجزيرة. ولا يزيد الدعم الصحي لمرضى الجزيرة، عن توفير طبيب يفد إلى المنطقة أسبوعيا، متجشما عناء الطريق، ليعالج ما استطاع، ويصف الدواء لمن استطاع البقاء والصمود أمام المرض، على أن يضطر من لم يحالفهم الحظ في مصادفة الطبيب أو انتظاره، إلى التنقل بقوارب الصيد التي تجعل وصول المريض أمرا صعبا، فتارة يصل إلى المستشفى، وتارة يفارق الحياة قبل الوصول، فيما تواجه الكثير من الحالات الرياح العاتية وتمنعها من الإبحار فيتعذر إنقاذ الكثير من الحالات. ويرى الأهالي أن توفير ولو عيادة صغيرة تعاين مرضاهم ربما يخفف عليهم الكثير من المعاناة، خاصة أن الجزيرة تفقد يوما بعد يوم الكثير من أبنائها الباحثين عن الموقع المناسب الذي تتوفر فيه الخدمات الصحية، خاصة أن لديهم أطفالا في حاجة إلى تطعيمات وكشوفات للاطمئنان على صحتهم. ويعتبر الأهالي الطبيب الزائر أسبوعيا ربما يبذل جهودا كبيرة في تضميد معاناة المرضى، لكنه لا يكفي، مشيرين إلى أنهم يتجمعون عند شيخ الجزيرة، فور وصول الطبيب والذي يبقى لمدة لا تزيد عن ساعة للكشف على المرضى، ثم يرحل تاركا خلفه كثيرا من المعاناة لمن يمرض خلفه ولو بدقائق معدودات. وتروي فاطمة عقيلي قصة مؤلمة جدا، عندما تعرضت إحدى الفتيات للاحتراق ولكنها توفيت بأحد القوارب (فلوكة) وهي في طريقها إلى فرسان لتأخر إسعافها لأنه صادف يوما شديد الرياح مما صعب سرعة نقلها، مشيرة إلى أن قماح جزيرة هادئة وأهلها متواصلون، ولكن لو تم تجاهلها فلا يبقى أحد فيها؛ وهذا الشيء لا يتمناه أحد.