القارئ أبكر محمد أبكر عقيلي، يصف الحياة الصحية لسكان جزيرة قماح في منطقة جازان وكأنه يصف حياة إحدى القبائل الأفريقية البدائية المعزولة في غابات أفريقيا النائية وأحراشها، وليس جزيرة في وسط بلاد غنية متحضرة توصف بأنها مملكة الخير والإنسانية!! يقول إن أهل الجزيرة منذ أكثر من ثلاثين عاما وهم يطالبون وزارة الصحة بإقامة مركز للرعاية الأولية في جزيرتهم، ولكن وزارة الصحة ترى أنهم يكفيهم أن يزورهم طبيب واحد، وممرضة كل يوم اثنين لمدة ساعتين أو ثلاث، ولا بأس عليهم إن (طنشهم) الطبيب وتغيب لأسبوعين أو أكثر فلم يجيء!! وما يبدو هو أن وزارة الصحة، غاب عنها أن أهل قماح فوضويون لا يعرفون كيف ينظمون حدوث المرض في حياتهم، فهم يمرضون في أي يوم وفي أي ساعة، ولا يلتزمون في مرضهم باليوم والوقت الذي حددته لهم، كما أن نساءهم هداهن الله لا يلدن كلهن يوم الاثنين ساعة حضور الطبيب وممرضته، فبعضهن يخترن لولاداتهن أياما وأوقاتا غير مناسبة، وقد يطلقن في بعض الأوقات التي تشتد فيها الرياح ويصير من الخطر حملهن بالقوارب إلى فرسان للولادة، فيبقين هن وأجنتهن ينتظرن الموت فيما لو حدثت بعض التعقيدات أثناء ولادتهن!! ويمضي هذا القارئ في وصفه للحياة الصحية المزرية في قماح فيقول: «تخيلي أنه يتم الكشف على المواطنين في غرفة نوم في بيت أحد السكان، الذي يتطوع بالتبرع بالغرفة بعد أن يخلي منها أولاده لتكون خلال ساعات وجود الطبيب مكانا يعمل فيه فيقوم فيها بالكشف على المرضى». وزارة الصحة حسب ما يذكره هذا القارئ، أعجزها تأمين مكان صغير في قماح يفحص فيه الطبيب المرضى ويعالجهم، وبلغ بها العجز أنها لم تتمكن من تأمين حتى مبنى صغير يستر الحال، كما يقول هذا المواطن، وليس مستشفى فاخرا ضخما. هذه الصورة البائسة للوضع الصحي في قماح، تعبر عن درجة بالغة من الإهمال للمواطنين هناك، فالتعامل معهم يجري كما لو أنهم خارج مسؤولية وزارة الصحة. ألا يستحق سكان قماح أن يقام لهم مركز صحي صغير؟ وأن تخصص لهم طائرة إسعاف هليكوبتر تنقل المرضى والنساء وقت الولادة وغيرها من الحالات الطارئة، إلى المستشفى بسرعة وأمان؟ رحم الله الخليفة عمر حين قال: «لو أن حمارا بالعراق عثر في الطريق، لخشيت أن أسأل لم لم أعبد له الطريق». إن حمل مسؤولية الآخرين ليس بالأمر الهين خاصة حين تكون المسؤولية تتعلق بحياة الناس وسلامتهم. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة