دعا الدكتور سالم بن علي بن سالم القحطاني عضو مجلس الشورى الطلاب والطالبات السعوديين المبتعثين في ألمانيا إلى الانفتاح على المجتع الألماني وعدم التقوقع داخل حجرة الدراسة، على حد قوله. ورأى القحطاني في لقاء جمعه بالمبتعثين في أكاديمية الملك فهد في بون، أن فترة الابتعاث من أجمل فترات التي يمكن للشباب استثمارها والاستفادة منها بدرجة قصوى، مؤكدا أن الغربة لم تعد كما كانت عليه في السابق بسبب تقدم وسائل الاتصالات الإلكترونية. وأكد على ضرورة تبادل الثقافات والآراء والاحتكاك مع المجتمع الألماني، لافتا إلى أن كسب الأصدقاء مع الألمان ينمي الجوانب اللغوية، فضلا عن كونه ينمي المعرفة بدولة من أهم دول العالم الغربي، مشيرا إلى أنها فرصة للتعرف والتعايش مع الآخر والاستفادة منه. وثمن القحطاني برنامج الابتعاث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أنه البرنامج الذي أتاح فرصة «ذهبية» للمبتعثين السعوديين، داعيا إلى الاستفادة منه بشتى الطرق، موضحا أن المملكة هي الدولة الأولى في العالم التي ترسل أكبر عدد من الطلبة والطالبات للابتعاث بالخارج. وحضر اللقاء الأكاديمي الدكتور فوزي بن عبد الغني بخاري مدير عام الإدارة العامة للبعثات والدكتور طلال يوسف نائب المحلق الثقافي بسفارة ألمانيا الاتحادية في برلين. من جانبه، أشار الدكتور طلال أن الملحقية ستخصص قريبا جدا «غرفة اتصال للمبتعثين» من أجل تسهيل وصول الطلبات والاستفسارات بشكل سريع.. كما أن هناك «بابا» يعرف باسم «نظام السفير» وهو عنوان إلكتروني من الملحقية السعودية يسهل وصول رسائل الطلاب والطالبات على أن يتم الرد عليها في أسرع وقت ممكن. بدورها، التقت «عكاظ» مع المهندس عمر محمد السحيم المبتعث من جامعة الملك سعود في تكنولوجيا الأجهزة الطبية عن الهيئة العامة للغذاء والدواء، ويدرس حاليا في جامعة مونستر الألمانية العلوم التطبيقية في تكنولوجيا الأجهزة الطبية. إذ أعرب في استطلاع ل«عكاظ» عن سعادته بالابتعاث، وإعجابه بالحياة المنظمة في ألمانيا، مشيرا إلى أن تعليمه الجامعي في ألمانيا يتيح له التعرف على مغزى العلم من خلال متابعة التكنولوجيا الطبية التي باتت من أهم أدوات الطب الحديث. فيما أكدت الطالبة عهود زمزمي (طالبة القانون في جامعة آخن) أن الدراسة في ألمانيا تنطوي على جوانب إيجابية كبيرة، منها اللغة والمعرفة. أما سنسبيل الزهراني والتي تدرس الكيمياء الحيوية رغم أنها كانت تفضل دراسة الطب وماتزال في انتظار نقلها أو الحصول على مكان في جامعة أخرى لعدم وجود مكان للطب بجامعة فرانكفورت، وجهت انتقادات للملحقية الثقافية ولكن في نفس الوقت حصلت على إجابات مفيدة من نائب الملحق الثقافي، الذي لفت إلى القوانين المتعددة في 16 ولاية ألمانية. ومن بين المستطلعين كذلك، عبير أحمد وشادية والي وذكرى المالكي، اللاتي اعتبرن أن الدراسة في ألمانيا فرصة حقيقية لم تتوفر للكثير من السعوديين. وفي ختام الاستطلاع، اتفق المبتعثون والمبتعثات على أن مشكلات الفيزا تعتبر من الأساسيات وأنه على الرغم من حصول الطالب على موافقة دراسة لمدة 5 سنوات، إلا أن الفيزا ينبغي تجديدها سنويا وطالبوا بإجراءات سريعة تمكن لاتفاق بين المملكة وألمانيا لتسهيل هذه الإجراءات كما يتم ذلك بالنسبة للمبتعثين في فرنسا وكندا. وفي الإطار ذاته اهتم المبتعثون والمبتعثات بإنشاء نواد طلاب سعودية في ألمانيا وطالبوا رجال الأعمال السعوديين بدعم هذه النوادي أسوة بالدول الأخرى.