سباق النجومية بين الرياضة والفن له حضوره الخاص على المستوى الجماهيري والإعلامي، لاسيما حين يتوازى بين نجوم الوزن الثقيل بحجم الأخطبوط عبادي الجوهر والنجم الاتحادي أحمد عسيري اللذين تقاطعا في كثير من النقاط خلال الأمسية الفنية الرياضية التي احتفت «عكاظ» فيها بهما وبزيارة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال لمقر الصحيفة، لكن كل منهما ظل محتفظا برؤاه الخاصة لاسيما مع اختلاف الميول بينهما واتفقا على أن كرة القدم والرياضة عموما يجب أن تجمع ولا تفرق، وكان ذلك وسط حضور إعلامي وفني ورياضي مميز بينهم الفنان الكبير وليد حمدي والفنان الشاب محمد هاشم والزملاء نايف العلي ونضال محمد وصالح إمام وغيرهم. قال النجم أحمد عسيري «وجودي مع النجم الكبير عبادي الجوهر أمر يعني لي الكثير في أمسية بهذا الحجم»، وأضاف «من الطبيعي أن تكون حياة اللاعب محفوفة بالانضباط ولا مجال فيها للسهر كثيرا، لكننا الآن في إجازة وكم هي فرصة مميزة أن أؤكد على أن السهر المبالغ فيه ليس مفيدا للاعب المحترف في أوقات الموسم الرياضي وللشباب عموما إن لم يكن في حدوده المعقولة»، وحول علاقته بمحمد عبده قال «دعني أقول لك إنني من أكبر محبي فن (أبو سارة) وهو الفن الذي عشقته منذ صغري وهو مدرستي التي تخرجت منها في الذوق الموسيقي، كذلك محمد عبده (كبير فنانينا) الذي استمتع هذه الأيام بجديده الذي طرح هذا الأسبوع». وعلق حول ميولهما الأهلاوية بالقول «لو محمد عبده وعبادي كانا يشجعان الاتحاد بدلا عن الأهلي والسير في ركب القمة الفنية طلال مداح رحمه الله الذي كان عاشقا اتحاديا حتى النخاع وعلي عبدالكريم وعبدالمجيد عبدالله ومحمد عمر». وتناول عبادي الجوهر أطراف الحديث وقال «أنا أهلاوي ومن صميم القلب، وأعشق الأهلي ويسري في عروقي ولكن لدينا مشكلة كبيرة في ثقافة التشجيع الرياضي»، وخاطبه قائلا «سأحكي لك يا أحمد بعضا مما عشته إذ يستنكر أحيانا علي بعض الأصدقاء أن يكون في مجلسي أو في غيره أي مكان كان رموز الاتحاد مثل الفريق أسعد عبدالكريم أو منصور البلوي أو سعيد غراب أو الشاعر عبدالعزيز النجيمي أو حمزة إدريس أو فلان أو فلان، وأنا إذا كنت في زيارتي في أي يوم يشهد مباراة هامة تجد معظم وأحيانا كل الحضور المشاركين لي وقت المشاهدة اتحاديي الميول بل مجانين اتحاد، هذه هي ثقافة التشجيع الرياضي التي يعتقد البعض أنها غير ذلك تماما». وتحدث عبادي الجوهر متحمسا ليقول «منذ زمن طويل كانت جماهير الاتحاد والأهلي (يقلبوها حرب) في الوقت الذي يكون فيه اللاعبون أكثر من أحبة، ففي بداية الثمانينيات عندما أطل أحمد جميل إلى الملاعب وإثر مباراة هامة بين الاتحاد والأهلي كنت صباحا عند العم سعيد (أشهر بائعي الكبدة والتقاطيع)، وفوجئت بأحمد جميل وعادل رواس حارس الأهلي رحمه الله يفطران معا بينما الجماهير احتدمت وقت المباراة». وتساءل أحمد عسيري «هل هناك ما يمنع أن تغني للاتحاد؟ فقال الجوهر: ما الذي يمنع!!، دعني أحكي لك أمرا في موسم ما حقق الاتحاد بطولة كأس الملك واحتفل بها وأقام حفلا غنائيا كبيرا دعي إليه للمشاركة كل نجوم الأغنية الكبار إلا أنا لم أدع إليه وذلك في مقر النادي، وذهبت بنفسي ولم يتنبه الاتحاديون إلا وأنا معهم في الحفل ليستقبلوني أكبر استقبال وشاركت في الحفل وغنيت للاتحاد، وبعضهم أنكر علي هذه الزيارة والمشاركة مع الاتحاديين ويسألني من الذي جاء بي والحفل للاتحاد؟ قلت له الاتحاد ناد كبير وإخوتي وأصدقائي أنتم بل أكثر من ذلك، وجئت لأهنئكم بالكأس والفوز وأشترك مع زملائي الفنانين، لا تصدق يومها إلى أي مدى أسعدني كثيرون من الجمهور الاتحادي الذين وقفوا معي بل وأن بعضهم قام وصعد إلى خشبة المسرح وألبسني شعار الاتحاد الذي يسعدنا جميعا فالاتحاد صنو للأهلي وكلاهما من أهم وأكبر أندية المملكة التي ساهمت في صناعة مجد الكرة السعودية وتاريخها الناصع، عموما خذ مني كلمة يا أحمد أن المستقبل للكرة السعودية هو أنتم شباب الأهلي والاتحاد والهلال والنصر والشباب والفتح وأبناء كل الأندية السعودية، فلا تنشغلوا إلا في اثنتين: مستقبلكم العلمي والرياضي، ودع عنك أي منغص».