حتى المشاهير يفضلونه، بل ويؤجلون الكثير من أعمالهم لأجله، فالأدباء والمثقفون والفنانون كغيرهم، لهم ميولهم وانتماءاتهم التي تشبه كثيرا تلك التي يتقاسمها الآخرون، فهؤلاء لن يغادروا منازلهم هذا المساء، وأولئك لن يجدوا غضاضة في أن يهجروا مشاغلهم ولو لتسعين دقيقة، وأولئك سيضربون موعدا مع المتعة، وهلم جرا.. أحدهم قال: اليوم لا صوت يعلو فوق صوت الديربي، بينما رسم الآخر سيناريو له، قائلا: سنفض شباك الاتحاديين فى الشوط الأول، وفى الشوط الثانى سيضطرون إلى تغيير الخطة فيميلون إلى فتح خطوط دفاعاتهم عندها سنهاجمهم وسنضيف هدفين آخرين. ليرد عليه ثالث: مواقفنا مع الأهلي مشهودة وسيضيف النمور الليلة موقفا موجعا..! أحاديث تلاك والأعين بانتظار فتح الستار عن الديربي الكبير الذي سيجمع الناديين الكبيرين الأهلي والاتحاد، بينما نجمع «هنا» مشاهير لم يخفوا ميولهم الرياضية، فهذا فنان العرب محمد عبده الذي تمنى ذات لقاء جمع فريقي الهلال والاتفاق على كأس ولي العهد أن يكون الفوز من نصيب الأهلي..!، وإلى جواره العاشق الحزين والأخطبوط عبادي الجوهر الذي كثيرا ما يتمتم: «أهلاوي والكاس أهلاوي، أهلاوي والفوز أهلاوي، والشجر والقمر أهلاوي، في الروابي الخضر أهلاوي»، كذلك الفنان عبدالمجيد عبدالله الذي لم يمنعه عشقه من تقديم أجمل الأعمال لمريدي الأهلي، يضاف إليهم الفنانون راشد الشمراني وعباس إبراهيم ولؤي محمد حمزة، والشاعران صالح الشادي ومساعد الرشيدي، والكاتبان خالد السليمان ذو الميول النصراوية الذي لم يمانع في أن يكون محترفا في الأهلي لمباراة واحدة فقط ومن ثم يعود لناديه السابق، وأحمد عائل فقيهي، ومحامي الفريق خالد أبو راشد، الذين اعتبروا الأهلي القصيدة الأجمل على ورق اللعب. بينما يتواجد في الملعب المقابل الكاتب الساخر مشعل السديري العاشق للون الأصفر حتى الثمالة، وإلى جواره الروائيان عبده خال وأحمد الدويحي، فالقاص جارالله الحميد، والمثير للجدل كإثارة مباراة الليلة أحمد العرفج الذي قال ذات كتابة: أخون أهلي وأشجع الاتحاد..!، يتوسطهم المفكر عبدالله الغذامي الذي لم تشغله أطروحاته عن مطارحة الاتحاديين عشقهم لناديهم، يضاف إليهم الفنانون محمد حمزة وحسن عسيري، فالشاعر عبدالواحد سعود الذي أسمعني قبل أعوام قصيدة عصماء في النمور ولا أخالها باتت إلا معلقة مع تقادم العهد، ومن ثم محامي الفريق ودفاعه الصلد الدكتور عمر الخولي. فمن سيمتعنا الليلة؟ قد نكون مجحفين فيما لو حصرنا المتعة في أحد دون أحد، فجميعهم ممتعون كمتعة الماء بعد الظمأ .