يسيطر الخوف والهلع على أذهان طالبات ومنسوبات مجمع «المشائعة» التعليمي بالمندق بمنطقة الباحة، فالمجمع الذي يضم كافة مراحل التعليم العام من الابتدائي وحتى الثانوي متهالك للغاية وآيل للسقوط في أية لحظة، فتشققات الجدران لا تخطوها العين والسقف تتدلى منه أسلاك الكهرباء المكشوفة التي تشكل خطورة بالغة على الطالبات خاصة خلال هطول الأمطار، فضلا عن افتقار المجمع للنظافة العامة والصيانة الدورية حفاظا على سلامة منسوبات المجمع. اتهمت مديرة المدرسة مقاول المشروع بالتحايل وعدم تطبيق المواصفات الهندسية والفنية المتفق عليها في العقد ونتج عنه ظهور المجمع بهذا السوء. وروت الطالبة أ.خ. الزهراني، أن المجمع يمثل مأساة كبيرة للطالبات والمعلمات على حد سواء، فبالإضافة إلى كونه آيلا للسقوط ويبدو متهالكا، تجد ممراته الداخلية ضيقة للغاية ولا تسمح بمرور أكثر من طالبة، وساحته الخارجية تشهد اختناقات مرورية بصفة يومية لعدم وجود مواقف مخصصة للمركبات أمام بوابة المدرسة التي تضم العشرات من الطالبات والمعلمات. وعبر بعض أولياء أمور الطالبات في حديثهم ل «عكاظ» عن قلقهم المتزايد من حالات العبث الناتجة عن المقابس الكهربائية المكشوفة التي تشكل مصدر خطر على بناتهم.. وقال سعيد الزهراني (ولي أمر ) إن المجمع يعاني حزمة من المشكلات المزمنة، فبالإضافة إلى المبنى المتهالك، هناك مشكلات في مقابس الكهرباء داخل المبنى التعليمي، وأيضا أجهزة التكييف معطلة معظم الوقت، والأبواب بلا مقابض أو أقفال وهذا الوضع مستمر منذ مدة ليست بالقليلة، ونأمل سرعة تدخل الجهات المعنية في إدارة التعليم لمعالجة هذه المشكلات في أسرع وقت ممكن لتفادي مشكلات أكبر في المستقبل. وانتقد المواطن عبدالله الزهراني (ولي أمر طالبة) تدني مستوى الصيانة بالمدرسة وانعدام النظافة العامة داخل المجمع التعليمي عموما، ويضيف: إن «مخارج الطوارئ غير مهيأ لإخلاء الطالبات لأن إحدى قواعده المتصلة بالأرض معزولة وغير ثابتة وهذا يعني عدم استيفائه لشروط السلامة»، مطالبا بتشكيل لجنة من إدارة تعليم الباحة ممثلة في قسم الصيانة لسرعة التدخل ومعالجة العيوب الفنية تحسبا لحدوث أي أمر طارئ ، مشيرا إلى أن صوت جرس الإنذار المبكر في حالات الحريق الفرضي لا يعمل بالشكل المناسب وصوته خافت، وأن صافرة الإعلان عن الحصص باتت أعلى منه صوتا. من جهتها، أوضحت المعلمة ف.س. الفهمي، أن هاجس انهيار وسقوط سقف وجدران المجمع المكون من طابقين يضم جميع مراحل التعليم العام من الابتدائي وحتى الثانوي يسيطر على المنسوبات والطالبات وكذلك أولياء الأمور، وقالت: السقف بدا متدليا والشقوق تغطي الجدران وأسلاك الكهرباء عارية ومكشوفة وهذا يشكل خطورة بالغة على الجميع.. وطالبت الجهات المعنية بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل حدوث أضرار في الأرواح أو الممتلكات. «عكاظ» وقفت ميدانيا على المجمع التعليمي المذكور بعد تلقيها شكاوى الطالبات والمنسوبات، ورصدت أن سقف المدرسة آيل للسقوط وقد تصدعت وسقطت أجزاء منه.. كما بدت مظلات إيواء الطالبات من الشمس والمطر متهالكة ومتآكلة وفي حاجة إلى تجديد وإصلاح وصيانة مستمرة. من جهتها، أرجعت مديرة المدرسة أسباب تردي وضع المجمع الحديث الذي لا يتجاوز تاريخ بنائه سوى ثمانية أعوام، إلى احتيال المقاول وعدم تطبيقه المواصفات الفنية خلال تنفيذه المشروع التعليمي، مما أدى إلى بروز عيوبه الفنية والهندسية في وقت قياسي.. مجمع تعليمي «عكاظ» تواصلت مع مدير التربية والتعليم في الباحة لمعرفة أسباب تدني وضع المجمع التعليمي الحديث نسبيا، وأيضا الإجراءات المتخذة حيال تعديل الوضع الحالي، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة حتى وقت إعداد هذه المادة الخبرية، علما بأنه تم دعم الاتصالات الهاتفية برسائل نصية إلا أن هذه المحاولة كان حليفها الفشل كسابقاتها.