حققت العقارية السعودية الشابة شروق السليمان تجربة رائدة في اقتحام عالم ظل حكرا على الرجال لسنوات طويلة مستخدمة علمها وخبرتها وتخصصها في الهندسة، مؤكدة أن المرأة هي التي تحدد معايير السكن بذوقها وإحساسها، مشيرة إلى أن العقار ليس حجرا وأسمنتا ورملا فقط بل هو فن عميق، وقالت شروق في حوار مع «عكاظ» إنها مستعدة لتبني أي مشاريع عقارية تشارك فيها سيدات وشابات، وأنه لا يوجد شيء اسمه استثمار عقاري آمن بنسبة مائة في المائة، بل بدائل صحيحة تدرس حالة العميل وتحديد خياراته بصورة سليمة، وكما يقولون دائما العقار هو الولد الصالح الذي يمرض ولكن لا يموت، بعكس الأسهم والصناديق الاستثمارية. كيف ترين مستقبل سوق العقار في المملكة في ظل الأزمات العالمية الاقتصادية التي تمر بها دول العالم وفي ظل أزمة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط؟ - لا يوجد هناك استثمار آمن 100%، بل الاستثمار العقاري الذي يدرس حالات العميل وظروفه بشكل خاص ويحدد له البدائل الممكنة والخاصة به، كما هي آلية عملنا، فنحن نقوم بتشخيص حالة كل عميل أولا ثم نقوم بتحديد الخيارات الممكنة مما يسمى «باستشارة عقارية خاصة» كما يقولون دائما العقار هو الولد الصالح الذي يمرض ولكن لا يموت، بعكس الأسهم والصناديق الاستثمارية البنكية، ناهيك عن جوازها من عدمه. مشروع التطوير الذي تعملين عليه «بناء المجمعات الذكية».. لماذا اخترت هذا المشروع؟ وما هي نظرتك المستقبلية في نجاح مثل هذه المشاريع ومدى الإقبال عليها من المواطن؟ - مفهوم المجمعات الذكية يوفر بيئة صحية للعائلة أو كل مقيم يبحث عن أسلوب حياة أكثر عملية وراحة، حيث تتوفر الخدمات كالأمن والخدمات الترفيهية والحدائق والصيانة في مكان واحد مشترك لمجموعة من العائلات بسعر مقبول بمساحات أفقية اقتصادية، كما أنها أحد الحلول الممتازة للمستثمرين، حيث إن الاستثمار في إنشاء المجمعات السكنية الذكية يقدم عوائد مجزية وخدمة يحتاجها ويبحث عنها المجتمع.. وندعو المستثمرين للتعاون معنا لخدمة المجتمع في إنشاء وتطبيق مثل هذه المجمعات المصاحبة للبيئة. حدثينا باختصار عن بداية تجربتك في مجال العقار وعن الدوافع التي حفزتك للدخول إلى هذا العالم؟ - منذ دراستي الجامعية لإدارة الأعمال دخلت مجال التطبيق العملي والتدريب وبعد التخرج واصلت طريقي في مجال العمل الخاص. ولم تكن الدراسة عائقا أمام شغفي خاصة أن الوظيفة لم تكن حلمي وطموحي، ومن وجهة نظري تعتبر خطوة رئيسة وطريقا لاكتساب الخبرة والمهارة، فاكتسبت خبرة ثماني سنوات بجانب دراستي الجامعية، وذلك بالعمل في شركات عالمية لتسويق وخدمة العملاء والمبيعات، ووضع استراتيجيات وخطط العمل، وإنشاء برامج تطوير الأعمال وتفعيل الأداء وإدارة المشاريع، وتدريب عملي لفرق العمل في شركات عقارية محلية ودولية، إلا أن سقف الوظيفة والبيروقراطية حالا دون طموحي، ما جعلني انتقل إلى الخطوة الثانية من مسيرتي، وهي العمل الحر. ما أهم الصعوبات والتحديات التي واجهتك كامرأة سعودية تعمل في هذا المجال الذي كان يعتبر ولفترة قريبة عالم «الرجال» فقط؟ - لا أعتقد أن للإدارة دخلا في ذلك، فالخبرة هي التي تحدد ما إذا كان الشخص قادرا والشخصية القيادية الطموحة ذات الفكر والرؤية الاستراتيجية لا يمنعها العمر ولا الجنس من تحقيق أهدافها، وقد سبق أن دخلت المرأة مجال الطب والجراحة فما الذي يمنعها الآن، وبالعكس فإن المرأة الخليجية هي غالبا ما تكون المؤثر الأساسي في اتخاذ القرار، خاصة فيما يتعلق ببناء أو شراء منزل العائلة من ناحية التصميم والذوق الفني. ما هو تقييمك المبدئي لتجربتك وتجارب شابات ونساء أخريات ولجن هذا المجال؟ - اعتقد أنها تجربة رائعة وإنجاز خاص من نوعه في عالم أعمال المرأة الخليجية وادعو الفتيات إلى خوض مثل هذه التجربة وبناء آفاق ذات طابع مختلف في حياتهن المهنية. وأنا مستعدة لتبني وتدريب كل من يحب الدخول في هذا المجال.