أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية بمملكة البحرين غانم فضل البوعينين على ضرورة إعطاء فاعلية أكبر لمجلس التعاون وتطوير أساليبه ليتسنى لها التعامل الفاعل مع مشكلات العصر الذي نعيشه، مبينا أهمية التعاون بين دول المجلس خاصة في ظل الظروف الدقيقة والأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية. وشدد الوزير البحريني في اجتماع مشترك ضم وزراء الخارجية مع وزراء المالية بدول المجلس مساء أمس بجدة خلال الدورة ال127 للمجلس الوزاري ،قائلا: «علينا أن نعمل سويا على سد كل الثغرات التي يحاول البعض أن يستغلها، وهذا يؤكد أهمية أن تلتقي إرادتنا على إعطاء فاعلية أكبر لمجلس التعاون وتطوير أساليبه وتطوير عمله وآليات تعاونه، سعيا للوصول للاتحاد المنشود الذي يعد العامل الحاسم نحو توجه جديد ورحب لصياغة سياسية واقتصادية واجتماعية تبعد المنطقة عن التنافس الدولي والإقليمي، وتساعد في الوصول إلى تنمية حقيقية ومستمرة من جهة، والحفاظ على السلام الاجتماعي والأمن والتقدم من جهة أخرى». وأوضح البوعينين أن التطورات في سوريا وزيادة حدة الصراع تأتي في مقدمة الاهتمام، نظرا لما تشهده من هدر لحقوق الشعب السوري الشقيق، لافتا النظر إلى تدخلات بعض الدول لتعطيل إرادة الشعب السوري بهدف الهيمنة على المنطقة العربية، وهو الأمر الذي ينبغي أن يحظى بوقفة جادة وعمل مشترك لوقف هذه الاعتداءات على مصالح الشعب السوري، مؤكدا أهمية إعطاء الشعب السوري حقه في اختيار نظامه السياسي والحيلولة دون تحول سورية إلى بؤرة صراع لتصفية حسابات وتحقيق طموحات لدول إقليمية أو قوى دولية. وأضاف: «نرى اليوم تدخلا إيرانيا واضحا مع حليفها حزب الله اللبناني في الأزمة السورية بالأسلحة كافة وبشكل سافر، مما أدى إلى تصاعد استخدام الأرض السورية ساحة قتال يذهب ضحيتها الآلاف من الشعب السوري الشقيق، إضافة إلى ما تشهده الأزمة السورية من صراع فكري لا يعايش العصر ولا يقدر قيم التسامح ولا يحترم حقوق دول الجوار ومبادئ الإسلام والشرعية والمواثيق الدولية بهدف الهيمنة الإقليمية وبسط النفوذ». واستطرد البوعينين قائلا: «إننا ندعو لدور خليجي نشط في إطار عربي وإسلامي دولي لمساعدة الشعب الفلسطيني، وتقريب أمل الوصول لدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدسالشرقية، وهذا لا يتحقق إلا بتجنب الانقسامات وخاصة في البيت الفلسطيني»، مؤكدا على تماسك الموقف العربي القائم على الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام الداعية للسلام الدائم والشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط. ودعا رئيس الدورة الوزارية الحالية إيران إلى وقف تهديداتها السياسية والإعلامية والدينية المستمرة وتحريضها الدائم ضد دول مجلس التعاون وشعوبها، وذلك باتخاذ مواقف تؤكد حسن نواياها واحترامها حسن الجوار، مبينا أن هذه التهديدات تعد تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية ويتعارض تماما مع القيم الإسلامية ومبادئ الأممالمتحدة، مطالبا إيران بفض المنازعات بالطرق السلمية وذلك بإنهاء احتلالها الجزر الإمارتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى» والاستجابة لدعوات الإمارات العربية المتحدة المتكررة لتسوية النزاع عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وثمن الوزير جهود أمين عام مجلس التعاون تجاه تطورات الأوضاع في اليمن وما تحقق من جهود في نجاح المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وصولا إلى التوافق والأمن والاستقرار في ربوع اليمن.