أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني غانم البوعينين ضرورة وقف الاعتداءات على الشعب السوري، وإعطائه حق اختيار نظامه السياسي، مشيرا إلى تحول سورية لبؤرة صراع وتصفية حسابات لتحقيق طموحات إقليمية ودولية. واتهم البوعينين بشكل مباشر النظام الإيراني وحليفه حزب الله اللبناني، بالتدخل في الأزمة السورية بكافة الأسلحة مما أدى إلى تصاعد استخدام الأرض السورية ساحة قتال ذهب ضحيتها آلاف السوريين. جاء ذلك خلال أعمال الدورة ال127 للمجلس الوزاري لدول المجلس والاجتماع ال 95 للجنة التعاون المالي والاقتصادي بمشاركة وزراء الخارجية والمالية بدول المجلس، في جدة أمس. ودعا الوزير البحريني طهران إلى اتخاد مواقف تؤكد حسن نواياها واحترامها لحسن الجوار وفض المنازعات بالطرق السلمية وإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى. كما دعاها إلى وقف تحريضها السياسي والإعلامي المستمر ضد دول الخليج، معتبرا ذلك "تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية، ويتعارض مع مبادئ الأممالمتحدة والمواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي، والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية واعتماد الحوار والتفاوض بوسائل فعالة لفض النزاعات بين الدول تماشيا مع مبادئ التعايش السلمي الدولي". وشدد البوعينين الذي ناب عن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة في رئاسة الدورة، على خطورة الملف النووي الإيراني على أمن المنطقة وضرورة استجابة طهران للجهود الدولية وإزالة الشكوك الإقليمية والدولية لضمان سلامة برنامجها النووي بما يحقق خلو منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي من كل أسلحة الدمار الشامل. كما شدد على ضرورة إعطاء فاعلية أكبر لدول الخليج نتيجة الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية بشكل متسارع وتداعياتها على أمن الخليج العربي، موضحا أن التعاون اللامحدود في ظل الظروف الدقيقة سيوصل إلى الاتحاد المنشود، الذي يعد عاملا حاسما نحو توجه جديد ورحب لصياغة سياسة اقتصادية واجتماعية تبعد المنطقة عن التنافس الدولي والإقليمي، وتساعد في الوصول إلى تنمية حقيقية ومستمرة، والحفاظ على السلام الاجتماعي والأمن والتقدم. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد البوعينين أهمية اتخاذ مواقف وخطط سياسية جديدة تكون قادرة على مخاطبة العالم بلغة جديدة وفكر جديد يصون الحقوق العربية في كل مكان، داعيا الأطراف الفلسطينية إلى ترتيب البيت الداخلي وإنهاء الانقسام السياسي، مع تأكيده أن الخليج يقف إلى جانب اتخاذ القدسالشرقية عاصمة للتراب الفلسطيني. من جانب آخر قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن ما تبقى من جلسات الحوار الوطني يعد مرحلة بالغة في الحساسية، جاء ذلك خلال الاجتماع السادس والتسعين الاستنثنائي للجنة التعاون المالي والاقتصادي الذي عقد بالتوازي مع اجتماع وزراء الخارجية. وأوضح وزير الخارجية اليمني أن الشأن الاقتصادي يعتبر موضوعا دائما مع دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة، التي وصفها بأنها من أكبر المانحين الماليين لليمن. وقال "نحن الآن نطور الآليات لصرف هذه المخصصات والتنفيد السريع لها". كما أكد أنه ناقش مع وزارء خارجية الخليج ما يرتبط بالمبادرة الخليجية في اليمن إضافة إلى طرح محور التدخلات الإيرانية في الملف اليمني.