أقبل الصيف وأقبلت معه التساؤلات التي اعتاد عليها شباب محافظة مهد الذهب كل عام متى ستكون هناك أماكن ترفيهية ترتقي بمستوى شباب مهد الذهب؟ ومتى ستكون هناك مسابقات رياضية وترفيهية تحقق المأمول؟ وتجذب الشباب الذي يعاني من الكثير من الفراغ في محافظة مهد الذهب، ومتى ستكون هناك مراكز صيفية حضارية تساير فكر الشباب وتحتوي طاقاتهم بعيدا عن المراكز التقليدية المعتادة؟. ويقول تربويون إن الشباب في كل المدن وبقاع العالم قادرون على نقل الحضارة وتنميتها وهم فلذات أكباد المجتمع وهم قادة المستقبل ونهضة وحضارة كل إقليم وقد أولت الدولة كل طاقاتها من أجلهم وذللت لهم كل السبل من أجل تحقيق تطلعاتهم وتنمية أفكارهم وتبني قدراتهم فمتى ما أهملناهم فإننا سنخسر وإن لم نصغ جيداً لمطالبهم فإننا نسير نحو الهاوية. ويضيف مختصون: إن الفراغ وسيلة من وسائل إبليس يوسوس فيها للإنسان فيثير فيه كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه وتفلت من لجامها لتحرق ما حوله وهذا مشاهد في واقعنا المعاصر حيث رمى الفراغ بعدد كبير من الشباب في مهاوي الرذيلة والإباحية، كل ذلك لأنهم لم يحسنوا استغلال أوقات فراغهم فضروري لكل من ابتلي برؤية المشاهد الإباحية أو العادة السرية أو أي ذنب له علاقة بالشهوة أن ينتبه لأوقات فراغه ويملأها بما ينفعه فإن فعل فقد قام بخطوة عظيمة على طريق التوبة والعلاج التام من هذه الآفات. ويصف المختصون أن الفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية، إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ. الفراغ سبب أساسي في الكثير من أمراض العصر النفسية والجسمية، لا يختلف الأطباء أبداً في أثر الفراغ في الجسم البشري أو حتى الحيواني وأنه يؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والروماتيزم والجلطات القلبية والدماغية، وهم أيضاً لا يختلفون كذلك أن الفراغ وراء الاكتئاب والقلق النفسي والهم. «عكاظ» التقت بعدد من شباب محافظة مهد الذهب الذين كشفوا عن هواجسهم من الفراغ خصوصاً في فترة الصيف وهي الفترة التي كثير من الشباب يعانون منها خصوصاً في المحافظات التي تقل خدماتها عن المدن مثل محافظة مهد الذهب التي تفتقر لمراكز شبابية رياضية وناد رياضي وملاعب مهيأة لمزاولة هواياتهم. رأي الشباب وتطلعاتهم حيث قال الشاب مبارك المطيري إننا في محافظة مهد الذهب نعاني كثيراً من الفراغ الذي يجبر بعضنا إلى السفر وترك المحافظة بغية الخروج من هذا الهاجس الممل بحسب وصفه. ويضيف: إن محافظة مهد الذهب من المحافظات التي تصنف فئة ( أ ) ومن المفترض أن تكون هناك أماكن مهيأة للشباب كالمسطحات المزروعة والأندية الرياضية والمراكز الترفيهية وغيرها من المراكز التي تخدم شريحة الشباب في المحافظة. بينما يصف الشاب خالد الحربي نقص الخدمات بأنه لا مبالاة من قبل جهات الاختصاص حيث يقول إن الشباب يجبرون على التوجه للاستراحات وقضاء جل وقتهم فيها هاربين من الفراغ وهذه الاستراحات أغلبها غير لائقة بالشاب حيث من الممكن أن يتعلم فيها الشاب على الدخان أو الشيشة ويشاهد الأفلام ويستمع للأغاني ويقضي وقته في الخروج عن طاعة الله بحسب ما يصف. ويضيف الشاب محمد المطيري أن محافظة مهد الذهب لا يوجد بها ناد رياضي ولا يوجد بها حتى ناد تجاري يمارس الشباب فيه هواياتهم مثل بناء الأجسام والسباحة والصالات الترفيهية الإلكترونية ولا حتى محل يقدم خدمات بلايستيشن وغيرها. ودعا الشاب ظافر المطيري الشباب إلى الابتعاد عن مقاهي الشيشة التي يزداد روادها بكثرة خصوصاً فترة الصيف حيث يقول إن هذا ناجم عن قلة الأماكن الترفيهية معرباً أن هذا السبب ليس مقنعاً لذهاب الشاب لهذه الأماكن موصياً الشباب بمخافة الله في السر والعلن واستغلال وقت الفراغ بما يخدم ويعود للشاب بالنفع. رأي مخالف وخالف الشاب محمد الغامدي ما قيل حول معاناة الشباب من الفراغ في محافظة مهد الذهب موضحاً أن بعض الشباب في محافظة مهد الذهب يستمتعون بالإجازة كونها متنفسا لهم بعد عناء وجهد الدراسة مضيفاً أن بعضهم يستغلها لصلة الرحم والرحلات البرية والسياحية. كما أعرب الشاب عبدالعزيز البلادي أن فترة الصيف تزدحم بالزواجات وصلة الرحم وهي فترة مليئة بالاحتفالات الاجتماعية ويتوسطها شهر رمضان وهو شهر عبادة وطاعة وتكثر في رمضان الأنشطة الرياضية بين الشباب مستبعداً مقولة الفراغ لدى الشباب في فترة الصيف. أبرز المطالب تلخصت أبرز مطالب الشباب في محافظة مهد الذهب في توفير ملاعب رياضية وترفيهية وأندية تحتوي الشباب وتهيئ لهم ممارسة هواياتهم كما طالب الشباب بتوفير مراكز علمية وأندية ثقافية ومسابقات ترتقي لمستوى تطلعاتهم بعيداً عن المراكز الصيفية التقليدية التي تخدم صغار السن بحسب وصفهم. كما طالب الشباب بإقامة مهرجان صيفي بمحافظة مهد الذهب على مستوى عال أسوة بمحافظات ومدن المملكة ويكون فيه عدد من المسابقات الادبية والرياضية والترفيهية والمحاضرات والمشاركات الهادفة التي تنمي عقول الشباب وتحتوي طاقاتهم. وأضافوا: نطالب بمزيد من الملتقيات الأدبية والثقافية ومهرجانات التراث المصاحبة للمهرجانات الصيفية المعتادة في كل المدن التي تفتقدها محافظة مهد الذهب.