أبدى عدد من الشباب في مكة تذمرهم واستياءهم لعدم وجود أماكن ترفيهية خاصة بالشباب - على حد وصفهم- خصوصا مع بداية الأجازة وفصل الصيف، حيث التقت «عكاظ الشباب» عددا من المتواجدين في بعض المخططات حديثة الإنشاء ولم تكتمل بنيتها. يقول هاشم بخاري: كلما توجهنا إلى مكان ما أوصدوا الأبواب في وجوهنا بحجة أن الأماكن مخصصة للعوائل ونذهب إلى الحدائق ونجد بعض العوائل أمامنا، وأدبيا وتلقائيا نعود أدراجنا من حيث أتينا، ونضطر إلى اللجوء إلى هذه الأماكن بحيث لا أحد يعكر علينا صفونا، ويتفق معه الرؤية صديقه عبدالله سندوا «نجتمع هنا في عطلات الأسبوع في كل أربعاء وخميس، ونقوم بالشواء ونتجاذب أطراف الحديث حول ما مررنا به من أحداث الأسبوع»، ويضيف زامل المولد أيضا «أغلب الشباب يصبحون مجبورين على الذهاب إلى مثل هذه الأماكن عندما لا يجدون متنفسا لهم غيرها، وكنا في الماضي نتوجه إلى الكازينوهات، إلا أننا واجهنا ارتفاعا في أسعار الخدمات المقدمة فيها، ولذلك فضلنا اللجوء إلى هذه المخططات الحديثة الإنشاء والتي لم تكتمل بنيتها»، مشيرا إلى أنهم يجمعون فيما بينهم نقودا لشراء مستلزمات الشواء والبقالة والمكسرات. وطالب راجح ملا بإنشاء متنزهات للشباب «حتى ولو كانت خارج النطاق العمراني، وتكون أيضا تحت أنظار بعض الجهات الحكومية كي لا تخرج تصرفات بعض الشباب عن المألوف». ويتحدث لسان حال الشباب اليوم مع بدء الإجازة الصيفية عن السبل الكفيلة بتفريغ طاقاتهم والاستفادة من أوقاتهم في ما ينعكس إيجابيا على أنفسهم والمجتمع، ويتساءلون؟ ما الذي قدمته لنا الجهات التعليمية ومؤسسات المجتمع المختلفة، الحكومية منها والمدنية، من برامج وأنشطة تعمل على إشغال أوقاتهم بالمفيد. سلوكيات سلبية الخبراء الاجتماعيون يؤكدون في دراساتهم الاجتماعية أن السلوكيات السلبية مصدرها ونشأتها من الشباب، لاسيما الذين لا تتم الإستفادة من طاقاتهم وقدراتهم الذهنية والفكرية وتوظيفها في الاتجاهات الصحيحة، فيما تؤكد التقارير الأمنية أن نسبة كبيرة من الجرائم المرصودة في عدة مدن في المملكة، يقف خلفها الشباب، سواء كانت قضايا المشاجرات، أو السرقات، فيما تؤكد التقارير المرورية أن نسبة كبيرة من الحوادث المرورية مرتكبوها من الشباب، والعنصر الرئيسي المشترك في كل هذا هو الفراغ وكيفية الاستفادة من أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمع بالنفع والفائدة. «عكاظ» طرحت ملف الاستفادة من أوقات الشباب في إجازة الصيف على طاولة عدد من المسؤولين في جهات تعليمية ومهنية وخدمية، وتحدثوا عن برامجهم الصيفية في الإجازة والأنشطة المقدمة للشباب. البرامج الصيفية رئيس مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكةالمكرمة الدكتور راشد بن محمد الزهراني، شدد على دور البرامج الصيفية في استيعاب الشباب لغرس القيم والمبادئ الإنسانية التي تعزز روح الانتماء والولاء لله ثم لولاة الأمر وترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين الإسلامي وتحصين الأفكار من التيارات الفكرية الضالة والتوجهات المشبوهة. وأكد على ضرورة الإعداد الجيد لانطلاقة الأندية الصيفية التقنية والمهنية، بالصورة التي توضح أهميتها ومكانتها في محافظات المنطقة، مشيرا إلى أهمية «التجديد والابتكار في البرامج المقدمة للشباب» وأبان الزهراني أن مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكةالمكرمة أولى هذا الجانب اهتماما كبيرا من خلال اعتماد عدة برامج للأندية الصيفية التقنية والمهنية في محافظات المنطقة والتي تأتي تحت شعار «نحو العالم الأول. اعتز بديني. انتمي لوطني» وأفاد أن هذه البرامج تعمل ضمن أهدافها الهامة على تحقيق الأمن الفكري معززة بذلك الدور الذي تنفذه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة بإدارة خدمات المتدربين في توعية الشباب في جميع أمور الحياة اليومية من خلال هذه البرامج. ملء الفراغ من جهته أوضح رئيس البرنامج الصيفي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب، أن الجامعة وبعد نهاية العام الدراسي تسعى خلال إجازة الصيف إلى ملء فراغ الطلاب من خلال برامج وأنشطة تنظم بشكل مستمر، وتحرص على تنوع برامجها بحيث تجذب الكثيرين من الطلاب، إذ تقدم برامج رياضية في جميع الألعاب، بالإضافة إلى دورات تعليمية في اللغات والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي، إضافة إلى العروض المسرحية الشيقة، كما تنظم ملتقيات ثقافية واجتماعية. وبين أن الجامعة هذا العام حرصت على تقديم برنامج صيفي تحت شعار «صيفك أحلى في جامعة المؤسس» يستوعب أعدادا كبيرة من الطلاب وأبناء المنسوبين ويشمل على كافة البرامج والأنشطة التي تدخل في اهتمامات وهويات الطلاب بشكل عام وتستمر طيلة فترة الصيف. ولفت إلى أن الجامعة ستنظم رحلات لمناطق مختلفة ومسابقات ثقافية وعليمة بجوائز حيث نسعى إلى بث روح التنافس الأخوي بين الطلاب، وجذبهم للبرامج التي نعدها في الجامعة حيث أن الهدف لدينا هو تسجيل أكبر عدد ممكن من الطلاب، حيث أعلنا من خلال الرسائل القصيرة عن فترة تسجيل في البرامج الصيفية عبر الموقع الإلكتروني للجامعة بغية معرفة العدد الكلي وتهيئة الأماكن المناسبة لهم التي ستستوعب أعدادهم وتجعلهم أكثر تفاعلا مع فقرات وأنشطة البرنامج الصيفي. من جانبه أبان المنسق الإعلامي لبرنامج جامعة «المؤسس» الصيفي عائض محمد بن مرزوق أن البرامج الصيفية هدفها الفعلي هو ملء فراغ الطلاب بعد نهاية الدراسة من خلال مناشط تعود عليهم بالفائدة، سواء رياضية أو ثقافية أو علمية أو ترفيهية عبر برنامج يستمر حتى نهاية الإجازة الصيفية وهذا ما تقوم به جامعة الملك عبدالعزيز حيث أن الجامعة لديها الإمكانيات التي تساعدها على استضافة طلابها سواء المهتمين بالرياضة أو بالثقافة أو الفنون والمهارات المختلفة، ولديها القدرة على خدمة طلابها بشكل شامل. وأفاد أن الطالب يحتاج في نهاية العام الدراسي إلى جوانب من التسلية والترفية وهذا الجانب لا تغفله البرامج الصيفية حيث أن العروض المسرحية حاضرة في البرامج الصفية ففي جامعة المؤسس هذا الصيف ستعرض مسرحيتان وهي «ترانيم» و«عزم اليمام» كما ستنظم العديد من المنافسات الرياضية ككرة القدم والسلة والسباح والطائرة والفروسية وكرة القدم الأمريكية وغيرها من الألعاب، إضافة إلى أن هناك دورات في عدة لغات وهي الإنجليزية، والفرنسية، والأسبانية. وأضاف أن الشاب بشكل عام يبحث عن أماكن يقضي فيها وقت فراغه، في فترة الصيف، وهذا غير متوفر بالشكل الذي يمكنه من مزاولة هوايته وشغل وقته بنشاط يعود عليه بالفائدة الصحية أو العلمية، أو الثقافية، أو حتى الترفيهية، واعتقد أن البرامج الصيفية هي الأنسب له حيث تمكنه من صقل مهاراته وتنظيم جدولة اليومي، وإبراز مواهبه وقدراته. بنية تحتية من جهتها أوضحت أمانة جدة، أنها أولت اهتماما بهذا الجانب، من خلال المشاركة في العديد من الفعاليات التي تشرف عليها الأمانة أو تشارك في تنفيذها مع جهات أخرى، وعملت على توفير البنية التحتية اللازمة والخدمات الضرورية لإقامة برامج ترفيهية وتوعوية من خلالها يستطيع الشباب قضاء أوقاتهم بما يفيدهم، وعملت على تخصيص موقع لمخيم البحر الصيفي الذي يقام هذا العام بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، وهيأت مركز الملك عبدالعزيز في أبرغ الرغامة موقعا للمخيم الذي تشرف عليه محافظة جدة، وهو نقطة تجمع تستقطب العديد من شرائح المجتمع أغلبها شريحة الشباب، كما عملت على إعداد مواقع من خلالها يستطيع الشباب الاستفادة منها في ممارسة هواياتهم المختلفة والاستفادة من أوقاتهم في تلك الهوايات المفيدة، أبرزها الهوايات البحرية حيث خصصت عددا من المواقع في كورنيش المحافظة لممارسة الهوايات البحرية، بالإضافة إلى تهيئتها لمواقع لممارسة الرياضات المختلفة في منطقة الكورنيش.