جذبت الأندية والمراكز الصيفية شريحة كبيرة من الشباب في أنحاء العاصمة المقدسة مكةالمكرمة، كما هي الحال في بقية مناطق ومدن السعودية خلال الإجازة السنوية. وامتدح عدد منهم في استطلاع أجرته «شمس» الدور الذي تقوم به هذه المراكز والأندية صيف كل عام، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنها ترعى مواهبهم وتنمي قدراتهم، وكذلك تكسبهم خبرات ومهارات جديدة. وأضافوا أنها تقضي على وقت الفراغ الكبير لديهم وتقدم لهم الشيء النافع والمفيد، وذلك من خلال الأنشطة المتنوعة والبرامج والفعاليات المتعددة التي تزخر بها. كشف محمد هاني بالبيد أنه التحق بالمركز الصيفي هذا العام لما سمعه عن المراكز الصيفية وأنها تصقل مواهب الشاب وتفعل دوره الاجتماعي: «وجدت أنها حافلة بالأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي تجبر الشاب على الالتحاق بها. لقد وجدت كل ما أريده من برامج، واستفدت منها استفادة كبيرة حيث أقضي جل وقتي فيها، إضافة إلى الرحلات والزيارات التي تقام ضمن فعالياتها ويكتسب منها الشاب المعرفة ويضيف إلى خبراته الشيء الكثير». وامتدح خالد البقمي بدوره المراكز الصيفية لأنها تقضي على فراغ الشباب الطويل خلال الإجازة الصيفية، بدلا من التسكع في الشوارع وممارسة التفحيط ومضايقة المارة وإزعاجهم: «نفضل الاستفادة مما تقدمه المراكز الصيفية من برامج ودورات بالإضافة إلى الرحلات والزيارات، سواء داخل مكةالمكرمة أو خارجها. وهناك أيضا استقطاب العديد من الدعاة وأهل العلم لإلقاء المحاضرات والندوات التي استفدت منها كثيرا». وأشار إلى أن المراكز والأندية الصيفية تعد متنفسا للشباب أثناء الإجازة. وبدلا من السهر ليلا والخروج إلى المقاهي، تشغل هذه الأماكن وقت فراغ الشاب بالشيء المفيد، بالإضافة إلى أنها تستوعب طاقاتهم وتنمي قدراتهم وذلك من خلال الدورات المختلفة في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والخطابة وغيرها من المجالات، بالإضافة إلى متابعة الندوات والمحاضرات التي تقام ضمن برامجها الماتعة والنافعة والمفيدة. التعرف إلى أصدقاء جدد ويرى إباء سمكري المخلافي أنه من خلال الاشتراك في المراكز والأندية الصيفية، يتم اكتساب علوم ومعارف جديدة، بالإضافة إلى القضاء على وقت الفراغ خلال الإجازة الصيفية والتعرف إلى أصدقاء جدد: «وهذا ما دفعني للالتحاق بأحد المراكز الصيفية التي تثري دائما الشباب بما هو جديد»، مشيرا إلى أن المركز الصيفي يهدف إلى حفظ أوقات الفراغ لدى الشباب والاستفادة من فعاليات المراكز الصيفية، حيث إنها تقدم أنشطة رياضية وثقافية بالإضافة إلى الأنشطة المسرحية. وأضاف: «وجدت في المراكز والأندية الصيفية ضالتي. والحمد لله لم تشهد الإجازة الصيفية فراغا، بل استفدت من الأشياء التي قدمها لنا المركز الصيفي من برامج متعددة ترضي تطلعات جميع الشباب». وأوضح نبيل جزار أن «تنوع برامج الأندية والمراكز الصيفية وقضاء أوقات ماتعة بين ردهاتها وما سمعته عن هذه المراكز جذبني إليها وجعلني أسجل هذا العام في أحد المراكز الصيفية وألتحق به كي أستفيد من الإجازة الصيفية الاستفادة العظمى من خلاله». وأكد جزار أن جميع ما كان يبحث عنه وجده في المركز، سواء الجوانب الترفيهية أو التثقيفية وكذلك الرياضية. مضيفا: «تعودنا في كل إجازة سنوية على التنقل بين المصايف مع الأهل. ولكن هذا العام قررت قضاء وقت الإجازة في أحد المراكز الصيفية، حيث وجدت بالفعل أنها تنمي قدرات الشاب وتكتشف العديد من المواهب وترعاها وتبرزها للمجتمع. فهناك أنشطة عديدة ومختلفة مثل النشاط الرياضي والمسرحي وأيضا الثقافي. وتنوع البرامج يجذب عددا كبيرا من الشباب». البرامج ترضي طموحات الشباب وأوضح خالد البكري: «عندما انتهت الاختبارات وبدأت معها الإجازة الصيفية، توجهت فورا إلى أحد الأندية الصيفية والتحقت به، وذلك لما يوفره لنا من فوائد تعود علينا بالنفع، وذلك عبر ممارسة هواياتنا المختلفة واكتشاف مواهبنا المدفونة»، مؤكدا أن المراكز الصيفية جذبت عددا كبيرا من الشباب: «يزداد عدد الملتحقين بهذه المراكز الصيفية سنويا وذلك من خلال البرامج والفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تقدمها، مثل الرياضة والبرامج الثقافية والدروس والمحاضرات. كما أن هناك رحلات إلى بعض مدن بلادنا الحبيبة». وأكد مؤيد طلال أنه فكر كثيرا في كيفية الاستفادة من الإجازة الصيفية، وهداه تفكيره إلى الالتحاق بالمركز الصيفي، حيث وجده متنوع الأنشطة والبرامج التي تمكن الشاب من قضاء وقت ماتع بداخله والابتعاد عن السهر ومتابعة الفضائيات خلال الإجازة الصيفية التي تمتد لأكثر من شهرين. مضيفا أن «المركز الصيفي لا يقتصر على الفترة المسائية بل هناك برامج خلال الفترة الصباحية. وبذلك تقضي على وقت فراغنا خلال الصيف». ويتمنى نديم جزار استمرار هذه المراكز خلال العام الدراسي، مقترحا في الوقت نفسه استمرار أنشطتها وبرامجها خلال عطلة الأسبوع وإجازة عيد الفطر المبارك. القضاء على الفراغ أثناء الإجازة على الجانب الآخر، أكد عميد شؤون الطلاب بجامعة أم القرى المشرف على المركز الصيفي بالجامعة الدكتور صالح بن حسن المبعوث أن المركز الصيفي يهتم بالشباب ويصقل مواهبهم وينمي قدراتهم سواء الثقافية أو الرياضية أو الفنية. وأشار إلى أن: «المراكز والأندية الصيفية تستثمر وقت الشباب في الشيء المفيد والنافع لهم لأنها تحتوي على أنشطة مختلفة وبرامج متنوعة، فهناك المحاضرات والندوات والمسابقات والحوارات. ومن الفعاليات أيضا الحفلات والزيارات والرحلات. وهذا الزخم الهائل من البرامج والأنشطة كفيل بالقضاء على وقت فراغ الشباب أثناء الإجازة الصيفية بما هو أنفع». 20 ألف مشارك في 17 ناديا كما أوضح المشرف العام على برامج الأندية الصيفية بقسم النشاط الاجتماعي بتعليم مكةالمكرمة عبدالله زاهي القرني أنه يوجد في الأندية والمراكز الصيفية ما يقارب من 20 ألف مشارك يمثلون مختلف الفئات العمرية والتعليمية: «وتهدف هذه المنشآت إلى تقديم عدد من البرامج المتنوعة والهادفة التي يستفيد منها المشاركون خلال فترة الصيف التي تمتد لستة أسابيع متواصلة. وتعمل من السبت حتى الأربعاء». مشيرا إلى أن تلك الأندية الصيفية البالغ عددها 17 ناديا بمختلف أحياء وضواحي مكةالمكرمة، تملك ميزانية مالية قدرها 50 ألف ريال لكل ناد. وهناك دعم مالي كبير من جانب وزارة التربية والتعليم، مضيفا أنه «يوجد في كل ناد ثمانية مشرفين من المعلمين المشهود لهم بالقدوة الحسنة والاتزان، وهم مؤهلون من الجانب التربوي والتعليمي». مؤكدا أن البرامج التي تقدمها تلك الأندية الصيفية هي برامج جاذبة وماتعة يستفيد منها المشاركون جميعهم. برامج رياضية ودورات تقنية وأكد وكيل العمادة للأنشطة والشؤون الثقافية مدير المركز الصيفي بجامعة أم القرى الدكتورعصام خان أن عدد الملتحقين بالمركز 200 طالب، وأن المركز أقيم هذا العام تحت شعار «وطن لا نبنيه لا نستحق العيش فيه». ويهدف الشعار إلى تعزيز روح المواطنة والإسهام في بناء المجتمع: «هذا الإسهام له جانبان: أولهما يتمثل في المشاركة بفاعلية في النشاط الاجتماعي. والثاني يتمثل في الابتعاد عن كل ما يهدم ويقوض هذا البناء» .