لم تخفف التأكيدات العلمية التي أعلنتها الجهات المختصة من عدم تأثر البيئة والمزارع المجاورة من مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي جنوبي محافظة أبو عريش، مخاوف الأهالي من نهاية الزراعة في مزارعهم، مؤكدين أن المشروع لا يمثل تهديدا بل يعتبر نهاية لزرعهم.. وأبدى أهالي قرى المشايخ الشمالية والجنوبية وهي بديع الخرم، صديقة، المبترية، السادلية، بحرة، الأساملة، المريخية، العسيلة البرصة، القوامشة، العثمانية، الهداشة والتابعة لمحافظة أبو عريش تضررهم من إنشاء المحطة بالقرب من مساكنهم ومزارعهم، مشيرين إلى أنهم رفعوا شكاوى والتماسات للجهات المختصة ومنها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بهذا الخصوص، إلا أنه تقرر إنشاؤها في محافظة أبو عريش جنوبي مستوصف الحرس الوطني وجنوب غرب خزانين لتحلية المياه المالحة، وبالقرب من قرى صديقه والمشايخ الشمالية والجنوبية، وبجوار المزارع التي تنتج محاصيل متنوعة من الفواكه مثل المانجو والجوافة والتين بالإضافة لبعض المحاصيل الأخرى مثل الباميا، الباذنجان، الفلفل والكوسا، والملوخية، والبقوليات بأنواعها إضافة لوجود عدد من المواشي في تلك المزارع التي ستتأثر حتماً بالمشروع حيث المياه الجوفية بالمنطقة قريبة جداً وهي بمسافة تتراوح بين 28 إلى 30 م وتتسرب المياه إلى التربة. وأوضح علي محمد مشيخي من سكان قرية المشايخ وصاحب أقرب المزارع من المشروع بأنهم تقدموا بشكوى لإيجاد مكان بديل ولكن دون جدوى. فيما بين أحمد علي خرمي صاحب مزرعة أخرى أن المشروع سيتلف المحاصيل التي تنتجها المزارع، فيما أكد عبده حكمي من قرية صديقة، أنهم خاطبوا الجهات ذات العلاقة لتغيير موقع المشروع وتمت الموافقة، إلا أنهم فوجئوا بوجود بعض المعدات الإنشائية بالموقع. ووصف كل من محسن الخرمي صاحب مزرعة وإبراهيم الخرمي المشروع بأنه «وبائي»، واستغربا عدم إبعاد مشروع الصرف الصحي عن القرى والمزارع. وأفادوا أن إمارة جازان خاطبت إدارة المياه التي بدورها خاطبت البلدية للبحث عن أرض بديلة، إلا أن الشكوى أعيدت للمياه مرة أخرى، وتم تداولها بين تلك الجهات بعدة خطابات، ولم يتم نقل المشروع لمكان آخر. وأوضح الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد «لعكاظ» أن المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان تنفذ محطة صرف صحي ثلاثية وشبكات صرف لها بتكلفة إجمالية 256 مليون ريال، مشيرا إلى أن ليس لها أي آثار جانبية أو أضرار على البيئة أو بالمناطق المجاورة لها، مبينا أن الخبراء أكدوا بأنها صالحة للشرب وللاستخدام الآدمي، مبينا أن المديرية ستستخدم المياه المعالجة والصادرة من المحطة في عمليات التشجير وري الحدائق العامة والأغراض الصناعية. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة جازان علي بن موسى زعله، ورود شكوى الأهالي واهتمام وتفاعل سمو أمير جازان مع مضمونها، حيث أصدر سموه توجيهاته الكريمة بتشكيل لجنة من مديري الجهات الحكومية ذات الاختصاص ومشاركة محافظ أبو عريش برئاسة وكيل الإمارة للوقوف مبدئياً على الموقع ودراسة الموضوع من كافة جوانبه، وقال: «اللجنة رأت أهمية تنفيذ هذا المشروع وصعوبة تغيير موقعه لارتباطه بمسارات الصرف الصحي لمدينة أبو عريش والمعدة مسبقاً». استكمال المشروع أكد المتحدث الرسمي لإمارة منطقة جازان علي بن موسى زعلة، أنه اتضح للجنة بأن المشروع يعمل بطريقة علمية متقدمة وفقاً لنظام المعالجة الثلاثية والذي يعتبر صديقاً للبيئة ومعمولا به في الكثير من المدن الأخرى والمجمعات السكنية والمنشآت الحكومية، وليس له أي أضرار على البيئة والمواطنين، وصدرت توجيهات إمارة المنطقة بالاستمرار في استكمال تنفيذ المشروع في موقعه الحالي حرصاً على المصلحة العامة.