يعاني أهالي قرى عياش "شرق محافظة أبي عريش بمنطقة جازان" من تلوث يهدد بانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، التي تسببت في نفوق العديد من مواشيهم، وذلك بعد أن لوثت مياه الصرف الصحي معظم المواقع التي يستخدمها أهالي القرى للشرب ولسقي أغنامهم، كما طمرت المياه الملوثة العديد من الآبار وشوهت مواقع جمالية كان يرتادها أهالي تلك القرى للترويح عن أنفسهم. وأجمع أهالي تلك القرى على التفكير في هجر قراهم والاتجاه إلى مواقع أخرى قد تحقق لهم سبل العيش بعيداً عن تلك الظاهرة التي أثارت قلقهم. من جهته أكد محافظ أبي عريش محمد بن ناصر بن لبدة، متابعة الآبار الملوثة من 6 أشهر، وجرى إغلاقها فوراً، وأشار في تصريح صحفي، إلى تشكيل لجنة عاجلة لإيجاد الحلول المناسبة، وتوصلت اللجنة إلى طرح العديد من المشاريع العاجلة ومنها ترسية مشروع كبير للصرف الصحي يخدم مدينة أبي عريش وقراها، وتوفير شبكات للمياه المحلاة. وأضاف ابن لبدة، أن القضية موضع اهتمام أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، ومتابعة وكيل الإمارة الدكتور محمد السويد، اللذين يوليان جل اهتمامهما لإيجاد أسرع الحلول والحد من معاناة الأهالي. وقال مدير فرع المياه بمنطقة جازان المهندس حمزة قناعي: نحن من اكتشف ظاهرة التلوت في تلك القرى شرق مدينة أبي عريش، مع أن موضوع مياه الصرف من اختصاص البلدية، وذلك أثناء قيامنا بعمل الجولات الميدانية لمعرفة مدى صلاحية العديد من الآبار ومواقع مياه الشرب. وبين قناعي، أنه تم إغلاق تلك الآبار فوراً وتوعية الأهالي لتجنب استعمال تلك المياه وتوفير سقيا لجميع الأهالي المتضررين عوضاً عن تلك الآبار الملوثة. وحول شكوى المواطنين من توقف السقيا، أجاب بأنها لم تتوقف ولكن انتهى العقد الأول مع إحدى الشركات المنفذة، وتم مؤخراً إبرام عقد جديد لتوفير السقيا إلى أن يتم إيجاد حلول بديلة ومناسبة. وأضاف مدير فرع المياه، بأنه تمت ترسية مشروع كبير للصرف الصحي لمحافظة أبي عريش والقرى التابعة لها للحد من ظاهرة التلوث والقضاء عليها وكذلك توفير شبكات ومحطة لتحلية المياه. إلى ذلك قال حسن بن حسين عياشي "أحد سكان قرى عياش"، إن معاناتنا مع هذه المياه الملوثة منذ عام 1427، حيث بدأ طعم الماء يتغير، وأخذنا عينة من خمس آباروذهبنا بها إلى فرع المياه، وأفادونا بعدم جدوى تلك العينات، وانتقلت فرقة من المياه للوقوف على ظاهرة التلوث وقاموا بعدها بأخذ عينات أخرى، وبعد تحليل تلك المياه ظهرت النتيجة بأن المياه ملوثة بنسبة كبيرة، وصدر أمر بعدم استعمالها لخطورتها بعد مخاطبة المياه لإمارة جازان. وبين مثقب بن محمد حلل، بأن موقع بحيرة الصرف الصحي غير مناسب بحكم وقوعه بين الجبال، حيث البيئة الصخرية لا تساعد على امتصاص تلك المياه. مشيراً إلى أن الضرر امتد من الإنسان إلى الحيوان، حيث انتشر في الآونة الأخير نفوق العديد من الأغنام والإبل بسب شربها من تلك المياه الملوثة. وأشار حلل، إلى انتشار العديد من عيون الصرف الصحي بدلاً من تلك العيون العذبة التي اشتهرت بها المنطقة. وأشار جبران بن محمد عياشي، إلى أنه سبق أن انفجر أحد العقوم الترابية حينما كان منسوب المياه قليلاً، حيث وصلت المياه إلى قرية "المصبح " و"الحامض"، وأشار عياشي إلى أن الانفجار الثاني بات يهدد قراهم وخصوصا بعد ارتفاع منسوب المياه في البحيرة، والذي ينبىء بحدوث كارثة إنسانية وأشار حسن بن احمد عطية، إلى أهمية نقل الموقع ومعالجة تلك المياه الملوثة التي لوثت المنطقة، ونشرت الحشرات والبعوض بكثرة.