نجح الطالب في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام، أحمد بن خالد التويجري، في تصميم المتحف الخاص بالمنطقة الشرقية والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، كما عمل على تصميم الفراغات الخارجية للمتحف والذي تحدد موقعه على الواجهة البحرية بكورنيش الدمام. ويقول التويجري إن مدينة الدمام تمتلك المقومات السياحية، والموقع الجغرافي الذي يؤهلها لتكون نقطة جذب للسياح، كما أن موقع المتحف في كورنيش الدمام، يجعله أنسب مكان ترويحي للزوار، مشيرا إلى أن مساحة المتحف الذي قام بتصميمه يقارب 55 ألف متر مربع، وتحتوي على 500 موقف للسيارات. تجربة اللوفر أحمد التويجري يقول إنه عكف على دراسة المشروع لعام كامل إلى جانب دراسة المتاحف الخارجية في الدول الأخرى ودراسة الحركة والسلوكيات التي تؤثر على طريقة التصميم وأعد دراسة خاصة لمتحف اللوفر في فرنسا والذي يعتبر من أهم المتاحف الفنية في العالم، حيث يقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس العاصمة، واللوفر كما هو معروف من المشاريع الضخمة والمتميزة في العالم «هنا درست طريقة توزيع العناصر المائية المحيطة والإضاءة الليلية التي تخدم الزوار بالمنطقة الشرقية، حيث إن اللوفر يحتوي على عدة مدارس تصميمية». وعن سبب اختيار المشروع، ذكر التويجري أن السبب يعود إلى أن مدينة الدمام نموذجية سياحية وبها نهضة عمرانية، وبحكم موقعها الإستراتيجي شرق المملكة وعلى البحر اكتسبت أهمية سياحية، فالمنطقة بحاجة ماسة لمثل هذا المشروع لأنه الأول من نوعه، وفيه مردود اقتصادي محلي للمنطقة واستثماري سياحي ترويحي للعائلات من خلال الترويح والتثقيف والتعرف على تراث المنطقة والتحف النادر الموجودة بها، كما يهدف إلى زيادة نسبة الزائرين عن طريق جذبهم للمكان. وأشار المهندس التويجري إلى أن المشروع يعتبر حلما راوده، وارتكزت فكرته على دراسة أعدها عن طريق توزيع استبانات على عينة عشوائية على أهالي المنطقة، أثبتت رغبة كبيرة من الأهالي في تصميم مثل هذه المشاريع، وتمت الموافقة على فكرة المشروع من إدارة قسم عمارة البيئة في «كلية العمارة والتخطيط»، بدعم مباشر من رئيس القسم الدكتور علي الصلبي، وعميد الكلية الدكتور عبدالسلام السديري والمشرف على مشاريع التخرج الدكتور محمد العبدالله. قيمة مضافة المشرف على مشاريع التخرج في قسم عمارة البيئة الأستاذ المشارك، الدكتور محمد العبدالله، عضو مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية (سابقا) قال: من خلال العمل في اللجنة السياحية حاولنا ربط الطلاب بالواقع والقرارات التي كانت تصدر في بناء الاستراتيجيات الخاصة بسياحة المنطقة، ومن هذا المنطلق صمم الطالب المشروع الذي يعتبر من البيئة العمرانية المبنية التي تندرج تحت منظومة الجذب السياحي، كما يهدف لدعم السياحية المحلية وربطها بالواقع العمراني الذي نعيشه حاليا، أي أنه يهدف إلى الارتقاء بالبيئة العمرانية المبنية، وأشار العبدالله إلى أن تصميم المشروع كان فيه خروج من النمطية واستثمار ما هو قائم حاليا في الواجهة البحرية ليكون قيمة مضافة لتحقيق سرعة الجذب السياحي. ثقافات متعددة رئيس قسم عمارة البيئة في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام الدكتور علي بن عمر الصلبي أوضح ل«عكاظ» أن هذا القسم فريد من نوعه بالمملكة وهو علم وفن يعنى بتطوير وتنمية وإدارة الموارد البيئية والمجتمعات العمرانية بمختلف أحجامها. ومهنة معماري البيئة تهتم بتخطيط وتصميم الفراغات الخارجية بكافة أجحامها ومستوياتها داخل وخارج المدن والمناطق الحضرية، والحفاظ على البيئة حيث أعد الطالب التويجري دراسات لمشاريع مشابهة مختلفة من ضمنها متحف اللوفر الفرنسي الذي يضم أقساما ومدارس فنية عديدة من «الشرقيات، ومصر القديمة، والحضارتان اليونانية والرومانية» بالإضافة إلى المدرسة الفرنسية والإيطالية والإسلامية والهولندية والإنجليزية، وساعدت كل هذا العوامل الطالب على مزج تلك الحضارات ببعضها والمحافظة على التراث المحلي من خلال دراسات عديدة ومدارس مختلفة تؤهله للخروج بمنتج تصميمي جيد.