كشف ل«عكاظ» رئيس بلدية المنطقة التاريخية بمحافظة جدة المهندس عوض المالكي، أن البلدية تعمل على تنفيذ عدة مشاريع لترميم وتحديد ثلاثة مسارات سياحية منها «الندى والعلوي» إضافة إلى ترميم 19 مبنى تاريخيا قد تهيأ لأن تصبح مجالس شعبية أو مكاتب تجارية، معربا عن تطلعه لتحويل المنطقة إلى مزار سياحي. وقال المالكي ل«عكاظ» التي رافقته في جولة ميدانية على المنطقة التاريخية إن النتائج ستكون واضحة للعيان خلال شهر من انطلاق المهندسين في إنجاز المشاريع. وفيما يتعلق بالوافدين القاطنين في منازل المنطقة، أشار إلى أن التواصل مع العمد وملاك العقارات أسفر عن اتفاقية لاستغلال المباني القديمة دون الحاجة إلى تسكين العمالة الوافدة، وإمكانية استثمار الأدوار الأرضية تجاريا، واستخدام العلوية مجالس للعائلات، أو سكنا لعائلات سعودية. وأبان أن المحلات التجارية في البلد تعاونت مع مشاريع البلدية في توحيد شكل لوحاتها الخارجية، وأضافت لمسة جمالية موحدة بتركيب واجهات زجاجية لجميع المحلات، لافتا إلى أن الأمور المتعلقة بأصحاب المحلات يتم التفاهم بشأنها معهم وديا دون إجبار من أجل تطوير المنطقة وجعلها رمزا لمزار سياحي يدل بوضوح على ملامح جدة القديمة. وأبان أن مجموعة من أهالي المنطقة والمهتمين بالتراث أنشأوا مقعدا تراثيا على شكل مجالس الضيوف في بيوت الحجاز القديمة، موضحا أنه سيتم في الفترة المقبلة إنشاء أكثر من مقعد مماثل، بينما ستكون المنطقة المحيطة ببيت نصيف عبارة عن محلات تراثية تهتم بإظهار الحرف اليدوية السعودية القديمة، ولفت إلى أن جمعية المحافظة على التراث العمراني تبنت هذه الفكرة. ومن جانبه قال ل«عكاظ» الدكتور محمود صعيدي (أحد الذين أنشأوا المقعد التراثي): إننا من منطلق الاهتمام بتراثنا القديم أنشأنا مقعدا في المنطقة التاريخية أطلقنا عليه مسمى «جدة وأيامنا الحلوة»، ونحاول من خلاله تكثيف تواجد السكان الأصليين في البلد ولفت انتباه الزوار والمهتمين بالشؤون التراثية إلى منطقة تاريخية مهمة في البقعة الحجازية. وعبر عن أسفه لوقوع حوادث حرائق في مباني المنطقة التاريخية، ملمحا إلى أن ذلك دعاهم إلى إنشاء مقعد سابق في حارة الشام بالقرب من مسجد أبو عنبة، والآن بجهود شخصية من نفس المجموعة أنشأوا المقعد الجديد بالقرب من بيت نصيف وبلدية المنطقة التاريخية وهو متاح للزيارة لجميع زوار البلد للاستراحة والاستمتاع بالأجواء القديمة لجدة ومشاهدة الصور النادرة التي حصلوا عليها من الأهالي، مؤكدا أن المقعد لا يهدف إلى تحقيق ربح مادي.