تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، يفتتح أمين محافظة جدة مساء يوم غد الاثنين فعاليات معرض التراث العمراني بجدة التاريخية في برحة بيت نصيف ، الذي يقام خلال الفترة من 10 إلى 14 جمادى الآخرة ، وتنظمه أمانة جدة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار . وأوضح مدير إدارة تطوير العمران بجدة التاريخية الدكتور عدنان عباس عدس أنه حسب التوجيهات بإقامة معارض للتراث العمراني في مناطق المملكة متزامنة مع المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني الإسلامي والذي يفتتح في الرياض اليوم الأحد سيقام يوم غدٍ معرض للتراث العمراني بجدة التاريخية من الساعة الخامسة عصراً إلى الساعة العاشرة مساء من كل يوم ،وذلك بالمباني التاريخية بجدة التاريخية والتي تم مؤخراً الانتهاء من ترميمها من خلال مشروع رائد لإبراز التراث العمراني المحلي . وقال إن أهم ما يميز معرض جدة أنه يقام في مبان تراثية تم إعادة ترميمها وفق أحدث أنظمة الترميم المتبعة في المناطق التاريخية على مستوى العالم، والتأكيد على أهمية دور هذه المباني وأنها متى ما تم ترميمها الترميم الصحيح يمكن استخدامها، مضيفا أن المباني التاريخية تعد أهم الموارد الاقتصادية المغمورة، ويمكن الاستفادة منها كمورد هام، حيث أن المنطقة التاريخية بجدة بها حوالي 400 مبنى تاريخي يمكن إعادة ترميمها والاستفادة منها في العديد من الأنشطة. واشار إلى أن الحفاظ على جدة التاريخية وإعادة إحيائها ليس فقط للحفاظ على التراث العمراني بل من أجل التأكيد على الهوية والأصالة، وأن نضع أنفسنا على المسرح العالمي، فكل دول العالم تحتفي بتراثها العمراني وتجعل منه المقصد السياحي الأول، فدائما ما يوجد شئ يربط الإنسان بماضيه ويحن إليه وهو ما يجعل للمباني التاريخية والتراثية أهمية كبرى . وبين مدير إدارة تطوير العمران بجدة التاريخية أن المعرض يهدف إلى إبراز الدور المهم للتراث العمراني التاريخي وأهمية جدة التاريخية من خلال عرضه على فئات كثيرة من سكان ، حيث أن دعوة المعرض عامة للجميع، وكذلك من خلال المحاضرات التي تبرز مكونات التراث العمراني ، وأيضا ما يعرض فيه من حرف يدوية ومأكولات شعبية. وأشار إلى أن المعرض الذي تستمر فعالياته خمسة أيام ويحتضنه بيت أبو صفية وبيت البسيوني، يحوي أجنحة للفنون المرئية الفوتوغرافية والتشكيلية، والحرف والصناعات اليدوية للتراث العمراني، والبناء والزخرفة بالأساليب والطرق التراثية، والأسر المنتجة، والقطع التراثية والأثرية، وساحة عروض الفنون الشعبية، وجناح عروض الأزياء التراثي، وجناح مقتنيات التراث العمراني. ويضم (مجمع بيت أبودحيلس التاريخي “البسيوني”) وقف الفلاح وبيت أبو صفية و”الحوش” الرابط بينهما، و انتهت أمانة محافظة جدة من أعمال ترميمه والتي استمرت ما يقرب من عامين بتكلفة وصلت إلى 9 ملايين ريال. وأكد أن مشروع ترميم بيت أبو دحيلس يعد أكبر مشاريع ترميم وتأهيل المباني التاريخية وسيتم إعادة استخدام المبنى كمقر لبلدية جدة التاريخية وسيستخدم جزء منه لكلية الأمير سلطان للسياحة ومكتب للهيئة العامة للسياحة والآثار. وأشار إلى أن المبنى تم ترميمه وفق أفضل المواصفات وأساليب الترميم، حيث تمت أعمال ترميم المبني باستخدام الأحجار القديمة والمواد التقليدية مع تقويته بما يحافظ على مظهره التاريخي، وأعمال حقن الأساسات باستخدام مادة كيماوية قوية تنفذ في الفراغات بين الجدران لتدعيم تماسك المبنى، مؤكدا أنه تم الانتهاء من إعداد الدليل الفني للترميم ويجري طباعته حيث يتم توفيره مجانا بثلاث لغات “العربية والانجليزية والفرنسية” لجميع المهتمين من مهندسين وعلماء آثار ومشاركين وطلبة جامعات، ولهذا الدليل الآن صفحة على موقع الأمانة على الانترنت. ولفت عدس إلى أن مشروع ترميم مجمع البسيوني يعد باكورة أعمال الترميم الاحترافي والمهني بأفضل المواصفات ،وسيتم استخدام بعض الفراغات الخارجية في المجمع كقاعات إحداها للاجتماعات تسع لحوالي 20 شخصا وسيتم تزويدها بأجهزة عرض مرئي، وأخرى سيتم استخدامها كقاعة مناسبات تستوعب نحو 50 شخصا وتزيد مساحتها على 200 متر مربع. وأكد أن أعمال تأهيل المباني الموجودة بالمجمع تمت بحساسية شديدة وبحرص كبير على إدخال نظم جديدة كالتكييف والإضاءة والعزل بلا ضرر، وصاحب ترميم المباني تطبيق شامل للطرق الفنية الموضوعة في دليل الترميم، بالإضافة إلى تدريب عملي للمهندسين والعمال تم تنفيذه خلال العام الماضي على طرق وأساليب الترميم في المباني التاريخية كحقن الحوائط والأساسات بمادة تتكون من النورة البلدي والأسمنت الأبيض وبعض الإضافات الكيمائية لمتانة المبنى وجعله أكثر قدرة على الاستمرار لمائتي عام في ظل القيام بالصيانة اللازمة، بالإضافة إلى ربط الأركان وربط الأسقف بالحوائط بطرق فنية بسيطة وغير مكلفة. ونوه إلى أن هذه التجربة ستستخدم كمثال حي في إعداد خطط ترميم المباني الخاصة بطريقة تضمن أن تكون تكلفة الترميم عقلانية وذات جودة عالية، وأن إدارة تأهيل العمران ستقوم بتقديم النصائح والإرشادات المطلوبة لكل أهالي المنطقة التاريخية الراغبين في صيانة وتأهيل منازلهم خلال التشغيل وإعداد خطط الترميم والإشراف.