تشهد جدة خلال هذه الفترة تحرك ملحوظ من المهتمين بالتراث العمراني والمحافظة عليه فقد انطلقت ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي جمعيات ومجموعات ومهتمين ومهتمات بالمحافظة على التراث الإنساني والعمراني بجدة . حيث تكونت كلاً من مجموعة (من أجل إنسان جدة) و مجموعة جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة (تحت التأسيس) و مجموعة أصدقاء التراث العمراني بجدة والتي تسعى في المحافظة على منطقة جدة التاريخية لإنقاذ بيوتها القديمة بعد إنهيار العديد من مبانيها خلال السنوات الماضية من جراء الحرائق والمسببات الأخرى . حيث أكدى الجميع على التكاتف والعمل على جعل المنطقة التاريخة من مناطق الجذب السياحي الهام وذلك بعد اعادة ترميم كافة المنازل الأثرية واعادتها إلى الحياة بشكل فريد ومميز مع الحفاظ على طابعها التراثي القديم وفي جلسة نقاش حوارية تمت مساء أمس الخميس في المنطقة التاريخية حضرها كافة المهتمين بالتراث العمراني حيث تم استعراض التجارب الخارجية لبعض الدول في حفاظها على التراث العمراني ومنها مدينة (ستوكهولم) في المحافظة على المدينة القديمة وأهمية الإستفادة من التجارب العالمية للمحافظة على جدة التاريخية حيث اشار المتحدثون إلى المحلات التجارية المنتشرة في بيوت حدة القديمة المستأجرة و والتي يعمل فيها الوافدين وغياب المواطنين و الشباب عنها ؟! و تحدث في اللقاء الدكتور محمد صالح تمار أستاذ التاريخ بجامعة الملك عبدالعزيز عن تاريخ جدة العريق وأهمية المحافظة على المكتسبات التاريخية لمدينة جدة وتسجيلها وتوثيقها .. وتحدث الدكتور عبدالقادر الجيلاني أستاذ عمارة البيئة في كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز عن أهمية النظر إلى جدة التاريخية كمشروع متكامل للتنمية والتطوير بتعاون الجهات الحكومية و المجتمع المدني ووضع المخطط العام لذلك وفق رؤية شاملة للمرحلة القادمة ولفت الأستاذ عبدالعزيز الشمري مدير محمية (الرفيعة) الذي شارك في الحوار إلى أهمية وجود لوحات إرشادية تعريفية على بيوت جدة القديمة توضع خارجها تمكن الزوار والسياح من معرفتها مشيراً بأنه يمكن القيام بذلك كمشروع ثقافي لجدة التاريخية من خلال مبادرة ملاك بيوت جدة القديمة ورجال الأعمال من أهالي جدة .ونيابة عن المشاركين الشباب تحدث المهندس الشاب عبدالله مخاشن عن أهمية المحافظة على البيوت القديمة في جدة التاريخية ورؤيته مع الشباب بأن تكون واجهة حضارية تعكس الإهتمام بتراث جدة .. وفي مداخلة للمهندس جمال برهان عضو مؤسس جمعية (عيون جدة) .. أشار بأن ما حصل من حراك للمجتمع المدني إنطلق بعد كارثة سيول جدة و (رب ضارة .. نافعة) وكان العمدة ملاك باعيسى عمدة منطقة البلد لحارة المظلوم أشار في حديث جانبي أن عدد محدود من السعوديين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يسكنون في بيوت جدة القديمة وحالتهم المعيشية في خط الفقر ! وأعلن المهندس عبدالله بكر مدير اللقاء في ختام الحوار عن تبرع الشيخ أحمد باديب بمبلغ (100,000) ريال لمبادرات الحفاظ على التراث الإنساني والعمراني بجدة التاريخية .