جاء الصيف وجاء «الحبحب» إلى كل شوارع وأسواق المملكة.. والرياض أكثر المرحبين بهذه الفاكهة الشعبية «صاحبة» الشوارع وعاشقة البسطات. ولعل وفرة هذه الفاكهة في كل مكان يثير تساؤلات الاستهلاك. كشفت جولة ميدانية ل «عكاظ» داخل مدينة الرياض وخارجها عن توفر كميات كبيرة جدا من البطيخ في جميع أسواق ومحلات الخضار والفواكه بل تعدى ذلك لتجدها على الطرقات ومداخل الأحياء والميادين وبجوار المساجد وفي أي مكان يشهد ازدحام وتواجد مجموعات من الناس، وقد أخذت «عكاظ» انطباعات وآراء بعض العاملين والتجار والمزارعين، وكشفت الجولة عن فرص استثمار حقيقية في بيع الحبحب بالإمكان استغلالها من الشباب السعودي وتحقيق مقابل مادي كبير. في البداية تحدث المزارع محمد الخثلان قائلا: إن هذا الوقت من كل عام تشهد الأسواق وفرة كبيرة منه حيث في العادة يتم زراعة نبتة الحبحب في الفترة ما بين منتصف شهر فبراير وحتى نهاية مارس ثم تبدأ في الإنتاج في منتصف شهر أبريل وتزداد الثمرة في الإنتاج مع بداية أشهر الصيف والتربة المناسبة للبطيخ هي التربة الرملية الخفيفة ذات التصريف الجيد والغنية بالمواد العضوية. كما يرى الأستاذ محمد القحطاني أن أهم مشكلة تواجهه هو طريقة تسويق الثمرة حيث إن بعض المزارعين يبيعون بأسعار زهيدة وأكثر الزبائن هم من العمالة الوافدة حيث يقومون بشراء الثمرة من المزارع ويقومون بدورهم بتصريفها وبيعها في الأسواق بأسعار عالية. من جهته، يقول محمد بن شريم اليامي أحد الزبائن الذين التقت بهم «عكاظ» في جولتها بأنه يتمنى أن يرى شباب سعوديين يبيعون بدلا من العمالة الوافدة ولا يرى اليامي أي عيب في أن يقوم الشاب السعودي بالبيع بل إنها فرصة ممتازة للشباب لاستغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة وهي فرصة لتعويدهم على الاعتماد على أنفسهم وعدم العوز. ويشير عبدالله العسيري أحد الزبائن الذين التقت بهم «عكاظ» في جولتها في سوق عتيقة للخضار والفواكه إلى أنه من النادر ما يشاهد السعوديين يبيعون في الخضار والفواكه والتمور، ويضيف أن أكثر الشباب السعوديين اتكاليين ولا يحبون مثل هذا النوع من التجارة وأغلبهم يرغب في العمل في مكتب مع أن تسعة أعشار الرزق في التجارة، وأبدى العسيري تذمره من اختلاف الأسعار ما بين مكان وآخر حيث يلحظ وجود فارق سعري كبير بين محلات الخضار وأسواق الخضار أو البائعين المتجولين ويتمنى أن يتم ضبط الأسعار من قبل الجهات المسئولة عن الأسعار. استثمار مجدٍ .. والسوق يعاني من شح الشباب السعودي كما التقت «عكاظ» بأحد أصحاب البسطات في سوق عتيقة وهو بحران بن حمد الحسني وهو بالمناسبة كبير في السن حيث يقول إن لديه مبسطا في السوق منذ أكثر من (15) عاما ويرى أن الاستثمار في «البطيخ» مجد ولا يوجد به أي خسارة حيث يقوم في العادة بشراء سيارة «جمس» أو «دينا» من سوق الجملة في العزيزية ومن ثم يقوم ببيعها في المبسط على الزبائن محققا عوائد مجزية تتجاوز 60 % من سعر الشراء، ويرى الحسني أن السوق بشكل عام يشهد عزوفا من الشباب السعودي على البيع فيه، ويرى الأستاذ محمد العقيل أحد المستثمرين في سوق الخضار والفواكه أنه بإمكان الشباب السعودي العمل في السوق، والسوق مفتوح للجميع ولكن البيع والشراء بشكل عام يحتاج لصبر وهذا للأسف لا يتوفر لدى بعض الشباب، ويضيف في السابق كان أغلب البائعين من الجنسيات الباكستانية والهندي والبنجالية، والآن نجد أن الجنسية اليمنية موجودة بكثرة وهذا يدل على أن السوق يحتاج لنفس وليس مرتبطا بجنسية دون سواها. صافي البيع الشهري يتراوح من 20 إلى 30 ألف ريال كما التقينا بعدد من الباعة المتجولين حيث تحدث البائع محمد علي «يمني الجنسية» بأنه يقوم بشراء حمولة جمس كامل تقريبا وبشكل شبه يومي منذ أكثر من شهر ويقوم ببيعها بأكثر من ضعف بيع الشراء ويتم التصريف في العادة في يوم أو يومين، وعن سعر الشراء قال إنه يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 ريال وسعر البيع في العادة يتراوح ما بين 4500 إلى 5500 ريال. أما البائع صالح محمد «يمني الجنسية» فذكر أن متوسط الصافي اليومي لديه يتراوح ما بين 500 إلى 1200 ريال ومعدل تقريبي شهري ب (20) ألف ريال. ويضيف أن ساعات العمل لديه تبدأ من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثامنة صباحا حيث يقوم بشراء حمولة «وانيت» ثم يقوم ببيعها قبل صلاة الظهر وحتى ساعة خروج الموظفين والمدارس وكذلك يتم بيع الباقي أحيانا بين صلاتي المغرب والعشاء بالقرب من المساجد وبعض الأسواق. كما تحدث البائع رجب حسين «مصري الجنسية» قائلا إنه مستثمر منذ أكثر من عام في مواسم التمور والحبحب حيث يقوم في العادة بشراء الحبحب والتمور من المزارعين ويقوم بتصريفها في السوق لهم، وذكر بأن صافي الربح اليومي لديه هو وزميل آخر له يتراوح ما بين 500 الى 900 ريال.