توغلت «عكاظ» إلى عمق حياة طلاب الجامعات ووقفت على ثقافتهم في التعاطي مع موسم الاختبارات وطرائقهم في الاستذكار والمراجعة.. وتفاوتت النظرة بين طالب وآخر لكنهم اجمعوا على ادانة الغش والخداع في الاختبارات وقالوا ان طرائقها تعددت بسبب النقلة السريعة في الهواتف الذكية والتقنية الحديثة. وبحسب الطالب الشاب عبدالعزيز الزهراني تختلف طرق المذاكرة باختلاف المراحل الدراسية، على سبيل المثال نجد ان طلاب الجامعة يميلون غالبا الى المذاكرة الجماعية، وانا كأحد هؤلاء كنت ممن يفضل المذاكرة على انفراد في المراحل الاولى من الدراسة وبعد الدخول الى الجامعة كان الزاما علي مشاركة زملائي في المذاكرة الجماعية لتبادل معلومات قد تغيب عني واخرى قد تسهم في مساعدة زملائي. ويعزو الزهراني ذلك الى تطور التعليم والبعد عن الطرق التقليدية للاختبارات.. الغش التكنولوجي عن الوقت المناسب للمراجعة، قال الزهراني لا نستطيع ان نحدد وقتا معينا للمذاكرة لأسباب عدة منها اختلاف طبيعة التخصصات الدراسية للجامعات واختلاف مهارات وقدرات الطالب الذهنية والنفسية وهذا أمر مهم جدا بتصوري فمثلا ما ينجزه طالب في يوم يحتاج طالب آخر ان ينجزه في اربعة او خمسة ايام على سبيل المثال، كذلك عدد الساعات في الفصل الدراسي الواحد فنجد ان طالبا قد يكون عليه نوع من الضغط لكثرة المواد والساعات الاكاديمية ويحتاج الى وقت اكثر من غيره. وعن الغش في الاختبارات يقول الطالب الزهراني ان منع الظاهرة ذاتيا يعتمد على الوازع الديني قبل كل شيء ثم طبيعة الشخص وسلوكه وذلك اثر كبير، لكن العاقل وحده يدرك اننا في زمن يحكمه العقل والمنطق وان قيمة الشخص بما يحمله في عقله من علم وفكر. واتصور ان الأجهزة الحديثة اصبحت مثل الوسواس للطالب لاحتوائها على اعلى وافضل التكنولوجيا لحفظ المعلومات الاجهزة الذكية عامل رئيسي للغش مزيدا من الوقت الطالب الجامعي ابراهيم المقرن قال ان طرق المذاكرة تتراوح وتختلف من شخص الى آخر حسب التخصص فهناك تخصص في نظرية تتطلب مزيدا من الوقت. وفي المقابل هناك تخصصات علمية تحتاج للوقت و للفهم لا حفظ المعلومات ويقاس على ذلك بالنسبة للوقت المتطلب للدراسة بحيث ان بعض المواد النظرية تحتاج وقتا للحفظ والمراجعة بل احيانا اياما طويلة. وحول نظرته للغش قال المقرن ان الغش ليس الحل الامثل للنجاح والوصول للمبتغى لكن في الحقيقة والواقع هو موجود وبكثرة لدى بعض الطلبة. ومن الوسائل التي ساهمت في انتشاره في الوقت الراهن اجهزة الجوالات الحديثة سهلة الاستخدام وسهلة تخزين حفظ المعلومات وصغيرة الحجم وهي التي اوسعت رقعة الغش. القدرات الذاتية ويرى الجامعي عبدالله القحطاني ان الجميع يحتاجون في هذا الموسم الى شحذ الهمم لاجتياز المرحلة الدراسية إلى مرحلة أخرى. لكن الوصول الى القمة صعب وعلى الراغب السير في خطوات محسوبة بدقة لتحقيق المذاكرة الفعالة التي تقود إلى قمة النجاح والتفوق والمطلوب من الطالب ان يثق في قدراته الذاتية والغشاش ان صح التعبير ليس واثقا في نفسه والظاهرة تصيب اصحاب الامراض النفسية الذين تنقصهم الثقة. اما عبد العزيز ال حلب فقال ان المذاكرة تتطلب مزيدا من الوقت قبل ايام الاختبارت ويجب قبل هذا كله المثابرة على الحرص على الحضور باكرا للقاعات والامتناع عن التغيب اما الطالب عبدالله القلاف فيرى ان تنظيم الوقت هو من يقود الطالب الى سلالم النجاح ويتفق مع زملائه ان تعدد وسائل الغش فرضته ظروق النقلة الهائلة في التنكلوجيا الرقمية. عواقب الخداع الطالب احمد العباد رأيه مختلف فقال ان للمواد التي تحتوي على كم هائل للمعلومات كالتاريخ تحتاج الى وقت كاف قبل الاختبار على النقيض من بعض المواد التي تعتمد على الحفظ والتلقين. كما ان عامل الوقت المناسب للمذاكرة غير مرهون بوقت محدد فهناك من المواد التي تحتاج لأيام لاستذكارها و هناك مواد لا تحتاج سوى نصف ساعة قبل الامتحان. اما بالنسبة للغش اوقات الاختبارات لا شك بأن الغش موجود وهو يتنوع من وسيلة لأخرى، ليس فقط في الاختبارات بل حتى في المشاريع او حتى البحوث .. ومن وجهة نظري هي مسألة ثقافة لذلك يجب حل أساس المشكلة. فيما يرى الطالب المعماري أحمد التويجري ان الغش ظاهرة اجتماعيّة خطيرة، يقوم فيها الكذب مكان الصدق، والخيانة مكان الأمانة، والهوى مقام الرشد، نظراً لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة، وتزيين الباطل، ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا من قلب غلب عليه الهوى، والانحراف عن المنهج الرباني .. ومظاهر الغش والخداع كثيرة، فالغش هنا على سبيل المثال في الجانب الهندسي والمعماري أي طالب سوف يغش وقت المرحلة الجامعية فيخادع نفسه قبل الغير بالاضافة الى الاثم الذي سوف يجنيه من هذه الفعلة لانه سوف يتخرج على سبيل المثال مهندسا ولكن لن يستطيع ممارسة مهنته على اكمل وجه فهو ليس لديه القدرة على اتخاذ القرار أو الاعتماد على نفسه.