السوريون يبكون ابتهاجًا البكاء ابتهاجًا هو ذروة الفرح فالسوريون منذ الانتصار المدوي وهم يبكون من شدة الفرح ابتهاجًا باستعادة وطنهم الذي اختطفته عصابة الأسد ..... الاختطاف يؤدي إلى أقصى درجات التوتر والضيق وسوء الوضع فكيف تكون الحال حين يُختطَف وطنٌ بأكمله وحين يستمر هذا الاختطاف عقودًا متواصلة يشيب فيها الأطفال وتنقضي فيها الآجال وتتعاقب فيها الأجيال ......!!؟؟ إن اختطاف الأفراد قد لا يستغرق سوى أيام أما اختطاف الأوطان فقد يستمر ستين عامًا كما حصل لسوريا ..... ليس أفظع من أن تقوم عصابة عسكرية لا تملك مثقال ذرة من التجربة وعراقة التقاليد ورزانة الحكمة والصدق والصلاح والإخلاص والرؤية التنموية؛ عصابة من النكرات تقوم باختطاف وطن بأكمله ثم تبقى تتحكم بالوطن وبأهله .... فقبل ستين عامًا قامت عصابة من العسكريين باختطاف سوريا ثم تآكلت العصابة وانتهى الوطن بأجمعه ليكون رهينة لفرد واحد متسلط وهذا هو ما فعله حافظ الأسد .... ولأن اختطاف سوريا كان كارثيا فإن أفراح الشعب السوري باستعادة الوطن واسترجاع الكرامة صارت تملأ الفضاء فتتجاوب معها كل الدنيا .... لقد كان فرح السوريين غامرًا إلى درجة أنهم من شدة انفعال الفرح تحول فرحهم إلى بكاء نراهم يبكون في اللقاءات وفي الندوات وعلى كل المستويات وهذا أقصى درجات الابتهاج لقد كان تفجُّر الفرح زاخرًا بشكل يتناسب مع عمق المأساة التي تخلصوا منها ..... فمنذ أن هرب الأسد ومنذ أن سقط حكم البعث ومنذ أن أعلن الشعب السوري بأنه استعاد وطنه من خاطفيه وهو في حالة نشوة وابتهاج فانهالت الأشعار وكانت معبرة بمقدار تعبير دموع الفرح ........ ونرجو أن لا يُفجَع السوريون مثلما فُجِع الليبيون والصوماليون والسودانيون والعراقيون حيث انقلب النصر إلى تدهور فظيع ولم يتحقق للناس ما كانوا ينتظرونه ...... ابراهيم البليهي أ