هدية النجاح مطلب أساسي للأطفال، وتمثل لهم فرحة كبرى بعد عام دراسي حافل بالمثابرة والاجتهاد، وأحيانا تشكل الهدية لدى بعض الأهالي عبئا ماليا، وربما حيرة من ناحية الاختيار، بعد أن أصبحت الخيارات محدودة في ظل عالم التقنية واطلاع الأطفال على المتغيرات المتسارعة في عالم التكنولوجيا. ويواجه محمد الشامان صعوبة في تحديد هدية حفيده أحمد الذي ألح عليه بإهدائه بمناسبة نجاحة جهاز ايبود كغيره من أبناء عمومته، بينما يرى الشامان أن الألعاب الذكية تقتل التفكير والحركة وحيوية الطفل. بينما شجع عبدالله العمراني ابنه في تحديد هدية نجاحه وذلك بتسجيله في أحد الأندية الرياضية ليتعلم السباحة والغوص للاستفادة منها بشكل فعلي خلال فترة الصيف، واختصر فهاد العنزي على نفسه الوقت والجهد وطلب من أبنائه تحديد هدايا نجاحهم واتاح لهم حرية الاختيار. بدوره، أوضح عمر حسين بائع في محل ألعاب الكترونية وتعليمية أن اختيار الأطفال يقع بالدرجة الاولى على أجهزة الآيبود بدرجة الأولى تليها الدراجات الهوائية للأولاد فيما تهتم الفتيات الصغيرات بالشخصيات الكرتونية إلى جانب الأجهزة الذكية، ملمحا إلى أن أولياء الأمور يواجهون مشاكل مع أطفالهم ما لم يحددون قيمة الهدية، فالأجهزة الذكية لا تقل قيمتها عن 300 ريال للجهاز الصيني وترتفع قيمتها بجودة التصنيع. وأكد الأخصائي الاجتماعي وائل العنزي أن على الأسرة تحديد احتياجات أطفالهم السلوكية والمعرفية من خلال ألعابهم، مبينا أن هذا الأمر لا يأتي متزامنا مع هدية النجاح فقط، بل يحتاج متابعة على مدار العام. وبين العنزي أن للألعاب قدرة كبيرة في تشكيل هوية الطفل فهو يهوى التقليد والمحاكاة وذلك يتضح من خلال ألعاب العنف والتي تتوفر وبكثرة في البلايستيشن والأجهزة الذكية.