في الوقت الذي احتلت شركة الحاسبات العالمية (ابل) المركز الثاني من حيث القدرة على الابتكار مع مطلع العام الحالي أرجع المراقبون الفضل في ذلك إلى منتجها «أيبود»، الذي جعلها عالية القدرة من حيث الابتكار في حين أكد المسؤولون في الشركة على أن التحدي الذي يواجه الشركة في الأعوام القادمة هو الحفاظ على مكانة «أيبود» الذي احتل الصدارة دون منافس، حيث كان منافسو شركة (ابل) في الفترة الماضية في حالة ذهول من سرعة استحواذ الشركة على الحصص السوقية، بعد أن تمكنت (ابل) من بيع 8,2 ملايين جهاز (أيبود) في عام 2004 فقط، ليبلغ إجمالي مبيعات الشركة من المنتج بحدود 10 ملايين جهاز منذ إطلاقه قبل حوالي عامين. وكانت (آبل) قد باعت في الربع المتضمن موسم الأعياد الماضي، ما يقارب 4,5 ملايين جهاز بالمقارنة مع 733 ألف جهاز في نفس الموسم من عام 2003 وبنسبة زيادة تبلغ 500٪، ليتم اختيار «أيبود» وشركة ابل المنتجة له كأقوى علامة تجارية في العالم للعام 2004 محتلا المركز الأول في استطلاع شمل آراء أكثر من ألفي شخص من مسؤولي شركات الإعلان ومديري العلامات التجارية والأكاديميين أجرته مجلة «براندتشانل» عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت حيث تمكن «أي بود» كعلامة تجارية من إزاحة محرك البحث «جوجل» عن القمة التي احتلها العام الماضي . وعليه وبناء على هذا الانتشار السريع لهذه التقنية وهذا التفوق النوعي فقد كان من الطبيعي أن ينتشر «الآيبود» في كل مكان، في شبكات مترو الأنفاق وفي قاعات اللياقة البدنية، وغير ذلك، إلا انه اليوم تجاوز هذا كله وبدأ يتسلل إلى قاعات الدراسة، حيث باتت تقنيات «آيبود» تستخدم في كبرى الجامعات في العالم وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحسين عادات وسلوكيات الدراسة وذلك لسهولة تحميل المحاضرات عبر الإنترنت (PODCASTING) ومن ثم تحميلها على أجهزة الآيبود والاستماع إليها في كل مكان وفي أي زمان، ولعل التحسن في عملية التسجيل هذه يفتح المجال أمام إمكانية توزيع «البودكاست» بسرعة وبسهولة عبر مواقع الإنترنت الخاصة بالجامعات . و باتت اليوم نسبة كبيرة من الطلبة في الجامعات الأمريكية تقوم بتسجيل جميع محاضراتها على أجهزة «الآيبود» الخاصة بها وهو الأمر الذي يتيح لهؤلاء الطلبة التركيز بفاعلية أكثر خلال المحاضرة ومن ثم يتسنى لهم التعامل مع تسجيلاتهم بشكل علمي دقيق يدونون من خلاله ملاحظاتهم وتعليقاتهم بتركيز أكثر فيما بعد . تماماً كما هو الحال مع طلبة جامعة ديوك الأمريكية التي كانت أول من استخدم طريقة «البودكاست» منذ بداية العام الماضي 2004 عندما قامت بمنح كل طالب جديد جهاز «آيبود» لأسباب تعليمية محضة، وبالرغم من أن البعض لم يستطع مقاومة خاصية تحميل الأغاني على جهاز «الآيبود» خاصته إلا أنه وطبقاً لاستطلاعات الرأي في الجامعة فقد أكد مركز المعدات التكنولوجية في الجامعة وبإصرار شديد على أن التجربة كانت ناجحة جداً . وقد أظهرت نتائج إيجابية وسط شريحة واسعة من الطلبة وخاصة أولئك الذين استخدموا جهاز «الآيبود» لتدوين ملاحظاتهم أيضاً خلال المحاضرات العملية إذ أن التقنيات المحمولة يدويا تساهم في دعم الخبرات التعليمية خارج الفصل الدراسي ، ولا شك في أن جهاز «الآيبود» قد بات اليوم يقدم فرصاً جديدة لتحسين جزء ما من عملية التعليم ، في الوقت الذي تتولى فيه العديد من الجامعات في مختلف العالم أيضاً تجربة تقنيات أخرى كالفيديو الرقمي وشبكات تحديد المواقع العالمية GPS. و كما هو الحال في مختلف دول العالم فقد استطاع «الآيبود» أن يحقق نجاحاً سريعاً في منطقة الشرق الأوسط وانتشاراً واسعاً في أسواقها التي تعد أبرز الأسواق العالمية وأسرعها تفاعلاً مع جديد التقنية كما تعد الأكثر استهلاكاً للتقنيات الحديثة، وعليه يرى د.الياس أبو رستم، المدير العام لشركة (أراب بزنيس ماشين ليمتد) الممثل الرسمي لمنتجات (ابل) في منطقة الشرق الأوسط أن «أيبود» قد استطاع أن يحافظ على مكانته دون منافس في أسواق الشرق الأوسط وهذا ما دل عليه سرعة استحواذ «آبل» على الحصص السوقية في مختلف دول المنطقة التي كان لها نصيب وافر من مبيعات أجهزة «أيبود» التي بلغت رقماً قياسياً منذ إطلاق هذا المنتج منذ نحو عامين . وأضاف أبو رستم قائلاً «لقد تجاوز «أيبود» اليوم وبعد النجاح الهائل الذي حققه عبر سوق مبيعات الأغاني الرقمية كونه منتج يمنح المستخدم وسائل الترفيه إذ ارتقى لكونه تقنية حديثة توفر الكثير من الاستخدامات الأخرى العملية التي تستطيع أن تساعد المستهلك على تسخيرها لخدمة مجالات أخرى في حياته اليومية ولعل من أبرزها تسخير هذا المنتج لخدمة قطاع التعليم في المعاهد والكليات إذ بات «أيبود» رفيقا يعتمد عليه لحفظ المحاضرات والمعلومات الهامة مما يوفر للطالب إمكانات أكبر لحفظ المعلومة ليجعل هذا المنتج من حفظ المادة العلمية تجربة فريدة تماماً كما جعل من الاستماع للموسيقى تجربة فريدة أيضاً، وعليه أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط ستشكل فضاءات أوسع لنجاحات «أيبود» خلال العام المقبل مع تزايد الإقبال على هذه التقنية وتنوع استخداماتها في مجالات الحياة اليومية للأفراد».