ظل إنشاء جامعة القنفذة حلما قديما متجددا يراود أهالي المحافظة ليضع حدا لمعاناة أبنائهم الذين أرهقهم السفر يوميا قاطعين مئات الكيلو مترات للوصل إلى المحافظات المجاورة، وذلك بالرغم من أن المحافظة شهدت العديد من المشاريع التنموية كغيرها من مدن ومحافظات المملكة، إلا أنه يغيب عنها أهم المشاريع التنموية في المحافظة ألا هو مشروع الإنشاءات العلمية التي هي أساس كل تنمية. ويبين محمد عبدالرحمن بامهدي مدير تعليم القنفذة السابق، أن أهالي المحافظة ظلوا في انتظار لسنوات طوال يحلمون بتحقيق حلمهم وهو افتتاح جامعة القنفذة، حيث يطالب الأهالي منذ سنوات بإنشاء جامعة القنفذة، ويشتكون في ذلك من معاناة أبنائهم وبناتهم في قطع المسافات الطوال وهم يتنقلون بين مدن جدة ومكة المكرمة وأبها وجازان، للبحث عن مقعد جامعي، حيث إن التعليم بالقنفذة قديم جدا فقد تم افتتاح أول مدرسة بالقنفذة عام 1349 وهي المدرسة السعودية الابتدائية، ثم توالى افتتاح المدارس حتى وصلت إلى 600 مدرسة للبنين والبنات بالقنفذة منها 110 مدرسة ثانوية للبنين والبنات يتخرج منها سنويا 8 آلاف طالب وطالبة، وتقبل الكلية الجامعية بالقنفذة 400 طالب فقط، كما تقبل كلية البنات 400 طالبة أيضا ويتوزع باقي الطلاب بين مدن المملكة بحثا عن التعليم الجامعي. وفي العام الماضي، زار مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس القنفذة وتفقد الكلية الجامعية للبنين والبنات، وقد تقدم الأهالي بطلب افتتاح جامعة بالقنفذة نظرا لأن جامعة أم القرى وافقت على افتتاح ثلاث كليات جديدة للقنفذة هي كلية الحاسب وكلية العلوم الطبية وكلية الهندسة واعتبر الأهالي أن افتتاح هذة الكليات سيكون نواة لافتتاح الجامعة. وقال مدير تعليم القنفذة الدكتور محمد إبراهيم الزاحمي، إن القنفذة بحاجة إلى افتتاح جامعة، نظرا لكثافة عدد الطلاب والطالبات، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 80 ألف طالب وطالبة يدرسون في 600 مدرسة بالقنفذة، و8 آلاف طالب وطالبة يتخرجون في اختبار الثانوية العامة سنويا مطالبين التعليم العالي بإنشاء جامعة للقنفذة. وأشار عميد كلية الجامعة بالقنفذة الدكتور هاشم أحمد الصمداني، إلى أن أعدادا كبيرة تتخرج من ثانويات القنفذة في كل عام حيث تستقبل الكلية سنويا أعدادا كبيرة من الطلاب لا تستطيع الكلية قبولهم فتأخذ العدد المخصص للقبول وبقية الطلاب يذهبون إلى المدن الكبيرة لإكمال دراستهم، مبينا أن افتتاح جامعة بالقنفذة سيوقف هجرة هؤلاء الطلاب والطالبات إلى المدن الأخرى، وأضاف «القنفذة بحاجة إلى جامعة لاستقرار أبنائها». وقال عمدة القنفذة وائل بابيضان إن أبناء وبنات القنفذة يتوزعون في المدن الكبيرة للحصول على مقعد جامعي ويتعرضون لمخاطر الطريق من الحوادث المرورية، معربا عن أمله أن ينظر وزير التعليم العالي، في معاناة بنات وأبناء القنفذة ويشرع في إجراءات افتتاح جامعة القنفذة. من جهته، أكد محافظ القنفذة فضا البقمي أن المجلس المحلي ناقش طلب افتتاح جامعة بالقنفذة نظرا للحاجة الماسة لها واستقرار أبناء وبنات القنفذة وسيرفع التوصية إلى الجهات المختصة.