يعرف الإيحاء بأنه معلومة أو معلومات تسيطر على السريرة غير الواعية أو العقل الباطن وهذه السريرة كفيلة بتحقيق ذلك الفكر ونقله إلى الفعل.. والإيحاء منه الإيجابي ومنه السلبي، فمن الإيحاء السلبي من أدمن على مراجعة المستشفيات والصيدليات وأخذ من الأدوية والمضادات الحيوية وهو ليس مريضا بل أوحى إليه عقله الباطني ونفسيته أنه مريض.. هؤلاء المرضى غير المرضى نجدهم كثيرا بيننا. فالإيحاء السلبي الخيالي وسواس وتخيلات وهمية لا أساس لها في الواقع الفعلي فهو يؤدي إلى اختلاف وخلل في نظرتنا للأشياء فكم من خلافات حدثت بين الإخوان وأبناء العمومة والجيران والأصدقاء وذلك بسبب الإيحاء السلبي. والكثير من الدول استخدمت ذلك في حربها وللدعاية لنفسها بالقوة والذكاء والتقدم فأحست الدول الأخرى بالانهزامية والنقص لأنها لم تتخذ أسلوب الإيحاء الإيجابي، وكم من تاجر نجح في تجارته وحقق مكاسب خيالية بسبب استخدامه الإيحاء بأن منتجاته وبضاعته هما الأفضل والأكمل.. فكثيرا ما ينادي علماء التربية الحديثة باستخدام الإيحاء الإيجابي في التربية عن طريق استخدام الكلمات الإيجابية المحفزة مثل: يا بطل يا شاطر يا مهندس يا دكتور يا عبقري .. إلخ. هذه الأوصاف تجعل الطفل ينشأ وهو متزن نفسيا عنده إحساس أنه كذلك. وحذر علماء التربية أن تقول لابنك وتوحي إليه بكلمات قاسية مهبطة للطموح.. مثلا ، تقول له يا كسلان يا فاسد يا حرامي يا غبي .. ومن قبل كم قيل لنا: هذا عدونا وهذا خطر علينا، فاعتقدنا بهذه الإيحاءات التي استغلها البعض للتفريق بين الناس وخلخلة المجتمع عن طريق الإيحاءات الخاطئة.. فالإيحاء علم قائم بذاته منه سلبي، ومنه إيجابي وعلاجي يستخدم في كثير من المستشفيات المتقدمة لفائدته وأهميته، فالواجب علينا التحذير من الإيحاءات السلبية الضارة واستخدام الإيحاءات الإيجابية النافعة لكي ننجح في حياتنا ونتزن نفسيا وصحيا واجتماعيا ونتعايش مع بعضنا بعضا مهما اختلفت آراؤنا وأفكارنا. محمد لويفي الجهني