في الوقت الذي صدرت فيه توصيات بإغلاق مجرى بحيرة «المسك2» القادمة من محطة معالجة مياه الصرف الحي في حداء واستبداله بقناة مغلقة تنتهي في المناطق الزراعية فإن المياه الآسنة أصبحت بمثابة مشهدا مألوفا عند السكان وعابري الطريق ومكانا يتجمع فيه العمالة لصيد الاسماك ومرتعا للمواشي، فضلا عن الأشجار الكثيفة التي تنمو على ضفاف المجرى بسبب كميات المياه التي تجري بين الكثبان الرملية . وكان عدد من أهالي بحرة تقدموا بعدة شكاوى لم تثمر إلى الجهات المختصة لتجفيف البحيرة وتكبدوا مشاوير المراجعات من دائرة إلى أخرى ولكن رغم ذلك ظلت المياه التي تتدفق بصورة مستمرة هاجسا يقلقهم في صحوهم ومنامهم. وفي هذا السياق دعا كل من عائض المعنى محمد ضيف الله ومعيض الغامدي وعلي بخيت وسالم الهاشمي وشرف بخيت ويوسف المطيري الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات والحلول لإيقاف جريان المياه الناتجة من محطة معالجة الصرف الصحي في حداء على امتداد وادي فاطمة. مستغربين من طريقة فك وهدر المياه بهذه الطريقة التي أعاقت تنقلهم وقطعت الطرق المؤدية إلى الخط السريع. أضافوا أن ترك المياه بالقرب من المنازل سينتج عنه مشكلات صحية وانتشار الامراض ، فضلا أنها ستكون مصدرا لكثير من الأمراض والأوبئة خصوصا بين الأطفال ، كما أنها مياه ملوثة للتربة ونتوقع اختلاطها بالمياه في خزانات المنازل مشيرين إلى أن المياه متوجهة إلى جنوببحرة. وفي هذا السياق أوضح رئيس لجنة الصحة العامة والبيئة في المجلس البلدي في مكةالمكرمة منير يحيى دهلوي أن اللجنة وقفت على محطة الصرف الصحي في حداء واتضح خطورة المجرى المفتوح الذي تصب فيه المياه والذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستوى المياه الجوفية في المنطقة المحيطة وتشكيل مستنقعات في نهاية المصب قبل أن تصل إلى البحر وعليه أوصت اللجنة ضرورة إغلاق المجرى المفتوح واستبداله بقناة مغلقة تنتهي إلى إحدى المناطق الزراعية بعد اقتراح من قبل مسؤولي وزارة الزراعة أو بحقنها في الأرض في بعض المواقع التي تقترحها وزارة الزراعة وهيئة المساحة الجيولوجية. ومطالبا شركة المياه بالمبادرة بسرعة تنفيذ مشروع الأنبوب المغلق وتوجيهه إلى بعض الأراضي الزراعية والوقوف ميدانيا لمتابعة شكوى المواطنين ومعرفة مصدرها واتخاذ الحلول العاجلة لها. وعلى هذا الأساس وجه أهالي منطقة الخمره وأهالي بحرة نداء إلى المجلس البلدي في مكةالمكرمة والمجلس البلدي في جدة وشركة المياه الوطنية بمتابعة المشكلة وإيجاد حلول عالجة لها. من جانبة أوضح عضو المجلس البلدي منيف المطيري أن السكان في بحرة وحداء يطالبون بسرعة إيجاد الحلول المناسبة للقضاء على التلوث البيئي مؤكدا أن المجلس تلقى عدة شكاوى بهذا الخصوص وتم الرفع بها إلى مسؤولي المجلس للاطلاع على الأمر وعرضه على لجهة الاختصاص . وفي السياق نفسه أوضح رئيس مركز بحرة خالد البقمي أن جريان المياه الناتجة من محطة معالجة الصرف الصحي في حداء على امتداد وادي فاطمة غير صالحة للاستهلاك الآدمي بعد أن تم أخذ عينات وفحصها في مختبر الصحة العامة ومركز مراقبة السموم والكيمياء الطبية الشرعية في مكة وقد استغلت من بعض أصحاب المزارع والصهاريج . وأضاف بأن الإدارة العامة لصحة البيئة أفادت بأن العينات صالحة جرثومية وغير صالحة كيميائيا أي غير صالحة للاستهلاك الآدمي. كما نوه بأنه صدرت توجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بوضع انبوب خرساني من محطة معالجة المياه في حداء حتى خروجها خارج التجمعات السكنية. وقد تبنت شركة المياه الوطنية بطرح المشروع لتنفيذه وقد أصدرت إمارة منطقة مكةالمكرمة توجيهها إلى الجهات المختصة بإغلاق أي مصنع او آبار ومزارع تسقى بمياه الصرف الصحي وكلفت بلدية بحرة الفرعية بمتابعة وإنفاذ توجيه الإمارة.