على مدار العام والنصف لا تزال المستنقعات مرتع البعوض تشكل هاجسا يقلق سكان بحرة وحداء وتساورهم مخاوف كبيرة جراء استمرار انتشار البعوض الناقل للأمراض في ظل المعاناة من انتشار الحشرات المعدية في ظل غياب الحلول من قبل البلدية والجهات الصحية. وأوضح نجا العتيبي من سكان بحرة أن كميات المياه المتدفقة عبر مجرى الوادي تحولت إلى مصدر للروائح الكريهة والبعوض والحشرات، وأصبحت بيئة خصبة لنمو حشائش وأشجار كثيفة دفعت بعض رعاة الإبل والماشية القريبين من المجرى إلى تحويلها إلى مراع دون الالتفات إلى خطورة ذلك صحيا. ونوه العتيبي إلى ضرورة التحرك العاجل لإيقاف سلبيات هذه المياه الآسنة خصوصا وأن بعض العمالة من جنسيات شرق آسيوية الذين يعملون في المصانع القريبة من المجرى بدأوا مؤخرا في صيد الأسماك فيما يستخدمها البعض لري الورقيات مثل الجرجير والخس والنعناع في المزارع القريبة من المستنقعات. فيما طالب محمد ضيف الله باتخاذ التدابير العاجلة لإيقاف جريان المياه الناتجة من محطة معالجة الصرف الصحي في حداء، وأبدى استغرابه من تصريف المحطة للمياه في مجرى وادي فاطمة بهذه الطريقة التي أعاقت تنقلهم وقطعت الطرق المؤدية إلى طريق الحرمين. وأضاف أن الوضع الراهن للمياه والروائح الكريهة التي تحملها تثير الشكوك والمخاوف بأنها لا زالت مياه صرف صحي لم تخضع للمعالجة حسب ما تم الكشف عنه سابقا خلال إنشاء مشروع وحدة المعالجة. كما شدد على ضرورة تكوين لجنة عاجلة مكونة من مختصين بالشأن البيئي والصحي تباشر عاجلا موقع مجرى المياه وتعمل على تحليل عينات المياه للتأكد من خضوعها للمعالجة والتنقية ثنائيا قبل إطلاقها عبر الأنبوب حفاظا على الصحة العامة للسكان والبيئة، خصوصا وأن مجرى المياه يمر بالقرب من المنازل فأصبحوا يخشون تسربها إلى خزانات منازلهم الأرضية. من جهته قال لافي المطيري إن المياه التي تتدفق من أنبوب مياه محطة معالجة حداء وتصب في وادي فاطمة يتم استخدامه من قبل العديد من الأشخاص، فأصحاب الصهاريج يقومون بتعبئة المياه من الآبار التي تنتشر على طول الوادي أو من خلال المياه الجارية مباشرة في الوادي. وأضاف إن الشخص العادي لا يمكنه أن يفرق بين المياه المعالجة والمياه الطبيعية لذلك تجد الكثير من الأسر تأتي للتنزه بأطفالها وقد يستخدمون المياه في أغراضهم الشخصية لافتا إلى أن منطقة بحرة يقطنها قرابة 90 نسمة وتشهد حركة كثيفة للعابرين في موسمي الحج والعمرة. وطالب المطيري بسرعة إيقاف جميع الآبار ومنع مربي الماشية من توجيهها للرعي على النباتات والأعشاب الموجودة في المجرى لحين التأكد من خضوع المياه للمعالجة وفقا للمعايير التي أعلن عنها إبان إنشاء محطة المعالجة. وعقب أستاذ علوم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي قائلا، إن المعالجة الأولية التي تتم في محطات تنقية مياه الصرف الصحي لا تكفي لتكون المياه صالحة للاستخدام الآدمي والحيواني على حد سواء. وأضاف «كما أنه لا يمكن استخدامها في المزارع السمكية، ويمكن التغلب على الروائح الكريهة التي تصدر نتيجة غاز كبريتيد الهيدروجين وذلك باستخدام الأكسجين». وأشار إلى أن المياه غير المعالجة والتي تنتج من أنبوب محطة معالجة المياه بحداء وتصب في وادي فاطمة ذات تأثير على المياه الجوفية بالمنطقة وعامل مؤد لتلويث تلك المياه ولا يمكن استخدامها وبالتالي نكون قد فقدنا مصدرا مائيا مهما ورئيسيا بسبب الإهمال غير المحسوب. من جهته أكد ل «عكاظ» رئيس بلدية بحرة الفرعية المهندس علي أحمد الغامدي أن اللجنة التي شكلت من عدة جهات لدراسة الوضع وإيجاد الحلول المناسبة للمياه المتدفقة من محطة الصرف الصحي بحداء أوصت باستكمال الأنبوب الخرساني حتى خارج العمران. وأبان أنه صدر توجيه بذلك من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة للشركة الوطنية للمياه بسرعة التنفيذ، حيث إن الوضع القائم يشكل أضرارا متعددة على سكان المنطقة والبيئة المحيطة من خلال التلوث وتشكل بؤرا للحشرات واستغلال ضعاف النفوس للمياه في أغراض تجارية وتحويل بعض العمالة للمستنقعات الناجمة عن تلك المياه إلى مزارع لتربية وصيد الأسماك، وحث الغامدي الشركة الوطنية للمياه بسرعة استكمال الأنبوب الخرساني ووضع تصور للاستفادة من هذه المياه بدلا من هدرها، لافتا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة حملت على كاهلها معالجة الوضع والأثر السلبي برش المستنقعات الناتجة عن المجرى ومتابعة ومنع العمالة من صيد الأسماك ومصادرتها وإتلافها وكذلك منع أصحاب الصهاريج من تعبئتها من هذه المياه.