أضحت القرية في الحقبة الزمنية الحالية بمثابة المكان الذي يجمع الأشقاء والأهل و الاصدقاء، خصوصا في مواسم الإجازات المتزامن مع فصل الصيف، إذ يفد إليها أبناؤها عقب إنهائهم أعمالهم ودراستهم في المدن الكبرى، ليقضوا أوقاتا ممتعة في أحضان القرية التي شهدت مولدهم ونشأتهم ودراستهم الأولى. ويحرص أبوعبدالله على قضاء الإجازة الصيفية سنويا في قريته (الأعاسرة) ببني عمرو، أثناء تمتعه بالإجازة السنوية من عمله في جدة، لافتا إلى أنه يتوجه إليها برفقة عائلته للالتقاء بأشقائه وأقاربه في المقام الأول والاستمتاع بالأجواء الرائعة التي تشتهر بها محافظة النماص ومراكزها في مواسم الصيف. واعتبر أبوعبدالله طلب الرزق ووجهات العمل تباعد بين الأشقاء حيث يسكن هو في محافظة جدة بينما يتوزع إخوته بين المنطقة الشرقيةوخميس مشيط، لافتا إلى أنه يكتفي بقضاء إجازة الصيف في قريته في بني عمرو. إلى ذلك، وصف محمد عون القادم من خميس مشيط، مسقط رأسه في النماص بالمكان الجميل الذي ترعرع فيه قبل أن يغادر للالتحاق بالسلك العسكري قبل أكثر من 35 عاما ما بين شرورةوخميس مشيط وكان يحضر في الإجازات فقط الى القرية للاجتماع بوالده ووالدته رحمهما الله إضافة الى إخوته وأخواته وأبنائهم، معتبرا القرية هي البيت الكبير الذي يجمعه بمن يحب في كل عام. وقال عون: ما إن أصل القرية حتى استرجع سنوات طويلة من عمري كل سنة منها تحمل في ذاكرتي بعض المشاهد والذكريات السعيدة والحزينة، لافتا إلى أنه يضطر للبقاء في المدينة نظرا لعدم تنوع المجال التعليمي الجامعي بالنسبة لأبنائه في مركز بني عمرو، معربا عن اعتزازه بقريته التي لا تتوقف المناسبات الاجتماعية فيها وتصبح لياليها بمثابة الذكرى الرائعة التي لا تفارق مخيلته كلما غادر قريته نهاية كل إجازة. القرية.. كنز لا يفنى وأجمع كل من مصلح عبدالله وسعد العمري بأن القرية ماض جميل وحاضر مشرق ومستقبل مضيء، بعيدا عن ضوضاء الشوارع المزدحمة والمصانع الكيميائية والعراك المروري في شوارع المدن الكبرى، مؤكدين أن القرية لا تزال تحتفظ بنسيمها العليل والهواء النقي والألفة والالتفاف بين الأقارب والمعارف والاجتماع في أجواء نقية ظاهرها التآلف ومضمونها السعادة والتواصل الذي غيبه عنا صراخ أرجاء المدينة المتباعدة الأرجاء.