ترك عيد الفطر المبارك وقعا جميلا في نفوس سكان المدن الذين فضلوا أن يقضوه في البوادي والمناطق الريفية، إذ اتفق غالبيتهم على المتعة التي وجدوها في القرى والهجر النائية، بعيدا عن صخب المدن وضجيجها. وتأتي قرى مركز بني عمرو، شمال أبها، في مقدمة المناطق التي لا تزال تتمسك بالعديد من العادات والتقاليد القديمة من خلال حرص الأهالي على الزيارات الجماعية لمنازل القرى دارا دارا وتناول طعام الإفطار فيها. ووصف غرمان عون وسعد العمري ومصلح محمد، والذين قدموا من جدة وخميس مشيط، مظاهر عيد الفطر في بني عمرو بالرائعة، مشيدين ببقاء الفرحة دون مظاهر المدنية الحديثة. وبينوا أنهم يلمسون حميمية العيد بمجرد تبادل الأهالي التهاني بعد الانتهاء من صلاة العيد في المشهد المكشوف في بني عمرو والمخصص لصلوات العيدين والاستسقاء، ومن ثم ينطلق كل شخص برفقة أولاده إلى منزله في انتظار قدوم المهنئين. في حين، أفاد سعيد العمري، القادم من محافظة جدة لقضاء إجازة العيد في بني عمرو، بأن كل أسرة تعد أكلة شعبية إضافة إلى الحلويات مع إعداد القهوة العربية والشاي والمعجنات، وبذلك تصبح سفرة العيد جاهزة لاستقبال الأهل والجيران. في حين، أوضح عوض بن عون أن أكلة العيش تعتبر من الوجبات التي تتسيد مائدة الإفطار صباح العيد في معظم قرى بني عمرو، وهي عبارة عن دقيق يتم طهيه بطريقة معينة، ويضاف إليه السمن والعسل. وذكر أن وجبة العيش شعبية شهيرة في بني عمرو منذ عهد الأجداد، وتبدأ ربات البيوت في إعدادها قبيل الفجر لتصبح جاهزة بعد صلاة العيد. بينما، أشار عبدالله محمد أن للمرضى من أبناء قرى بني عمرو نصيبهم في العيد من الزيارات التي تعود بالدفعة المعنوية لهم وليشعروا بأنهم مع الجميع في العيد وفي قلوبهم، مشيرا إلى أن أبناء القرى يحرصون على زيارة المرضى من كبار السن في القرى وتهنئتهم بالعيد.