مع دخول شهر رمضان عادت أزمة المياه من جديد في خميس مشيط في منطقة عسير، رغم مرور أكثر من أسبوع تقريباً على إصلاح أنبوب تحلية عسير. يقول المواطن عوضة الأسمري «منذ ثلاثة أيام وأنا أتردد على محطة المعارض في الخميس؛ للحصول على المياه، ولم أتمكن لأن أعداد المنتظرين بالمئات، ولا يوجد أي تنظيم، بل فوضى تسود الموقع، ونخشى من زيادة الأزمة في هذا الشهر». وأضاف «اشتريت وايتا 5 طن ب 200 ريال؛ أي بزيادة 175 ريال». وتذمر العديد من سكان محافظتي خميس مشيط وأحد رفيدة من أزمة المياه المباغتة التي أخرجت بعض السكان من منازلهم. كما اجتاحت أزمة نقص المياه مركز بني عمرو التابع لمحافظة النماص، ما أدى لرفع سعر الصهريج الواحد من 120 إلى 300 ريال. وأبدى عدد من السكان والزوار في المركز، تخوفهم من تفاقم أزمة المياه أيام رمضان المتزامن مع موسم الصيف المزدحم بالمصطافين. سعد بن عون القادم من الشرقية لقضاء إجازة الصيف في بني عمرو، أبدى استياءه من أزمات المياه المتعاقبة التي تجتاح المركز في كل موسم صيف، مشيراً إلى أن الحل يكمن في تشغيل آبار سد وادي عياش. وأضاف قرأنا في الصحف قبل موسم الصيف بأيام قليلة، وعود المياه بإنهاء الأزمة، ولكن لم يحدث شيء من ذلك، مطالباً بمحاسبة المتسبب في حدوث الأزمة الحالية. واستغرب صالح بن عوض عدم تشغيل البئر الثانية التابعة لمحطة التنقية في سد وادي عياش، ويقول «من البديهي أن تزدحم المصايف بالسياح، وعدم تأمين المياه الكافية لهم». وزاد «سد وادي عياش مملوء بالمياه، ومحطة التنقية موجودة، والأشياب جرى تركيبها وتشغيل احدها، دون اهتمام بتشغيل الأخرى، ما جعل صهاريج المياه تصطف بالساعات على شيب واحد». من جهته، قال سلمان العمري «إن بعض المتعهدين لمشروع سقيا سكان بني عمرو، تركوا عملهم المناط بهم لتوفير المياه للسكان بالمجان، بواقع صهريج كل شهر لكل منزل من المسجلين في المشروع، واتجهوا لبيع المياه على المواطنين بأسعار خيالية». وأرجع عبدالله ناصر أسباب أزمة المياه، إلى جشع بعض أصحاب الصهاريج القادمين من مراكز أخرى للعمل في بني عمرو، وأضاف «لاحظنا بعض الصهاريج تعبئ من مضخة سد وادي عياش مجاناً، لبيعها في مركز السرح بمبالغ مرتفعة، بينما كانوا في السابق يشترون الماء بواقع 100 ريال للصهريج لبيعه للمواطنين ب 200 ريال، والآن يزاحمون صهاريج بني عمرو للظفر بالمياه مجانا مقابل بيعها ب 200 ريال». وكان مدير فرع إدارة المياه في النماص المهندس عبدالله غرم، أكد ل «عكاظ» في شهر رجب الماضي، عدم وجود أزمة مياه في فصل الصيف، مشيراً إلى أنه سيجري تشغيل بئري سد وادي عياش للقضاء على مشكلة نقص المياه في بني عمرو، ولكن حتى الآن لم تشغل إلا بئر واحدة فقط. من جانبه، أوضح المهندس يزيد آل عايض مدير عام مياه عسير أن محطات توزيع المياه في أبها، لعصان، المعارض، الرونة وأحد رفيدة ستستمر في العمل يومياً خلال شهر رمضان من الساعة السادسة صباحاً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، بدون توقف ولمدة 17 ساعة يومياً، ما عدا أيام الجمع حيث سيبدأ العمل من الواحدة ظهراً. وأوضح مدير إدارة محطات التحلية في عسير عبدالله مسعود، أنه جرى تشغيل خطة الطوارئ في المنطقة، وتتضمن تشغيل محطة أبها على مدار الساعة، وتشغيل محطة السد، فضلا عن الاستفادة من وجود 11 ألف متر مكعب في خزانات أبها.