تعتبر بحيرة الصرف الصحي في القريات خطراً يهدد حياة سكان الأحياء المجاورة لها. إذ تنبعث منها روائح كريهة تؤذي الناس وينتشر بسببها البعوض والذباب اللذين ينقلان الأمراض. كما تتكاثر حولها الكلاب الضالة التي تهاجم المارة. فالبحيرة تهدد صحة السكان وصحة أطفالهم، وتشكل كارثة بيئية خطيرة ما لم يوضع حل لها، يخلص السكان من شرورها. وقد قام الأهالي القاطنين بالقرب من هذه البحيرة منذ سنوات بمناشدة المسؤولين لمساعدتهم، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل ولم تتحرك البلدية لإزالة البحيرة. فيبدو أنَّ صحة المواطنين وسلامتهم ليست ضمن سلم أولويات المسؤولين الكرام. ويبدو أنه في ظل غياب التحرك الجاد لحل هذه المشكلة فإن السكان أمام حلين كلاهما مر، فإما البقاء بجانب البحيرة والتي تكبر يوماً بعد يوم وتهدد حياتهم وحياة ماشيتهم وتحمل المعاناة، أو الرحيل عن منازلهم والهجرة لمناطق أخرى. يعتبر الحل الثاني أمرا مستحيلا، لعدم قدرة السكان على ترك منازلهم. وتطرح معاناة المواطنين في المنطقة والتي استمرت لسنوات تساؤلات عديدة عن سبب إهمال البلدية لهذه المشكلة؟ ومن المستفيد من استمرار هذه المأساة؟ ولماذا لا يحاسب المتسببون؟ إننا لسنا بحاجة لضحايا جدد ولا لتكرار مأساة جدة وما حدث في بحيرة المسك، أو وادي الضنك حتى يتم الالتفات لمشاكل البسطاء. فقد تعودنا في كل مرة تحدث فيها كارثة أن يدفع المواطن حياته أو تسلب أملاكه ثمنا للفساد وثمنا للتخطيط غير المدروس للمشروعات. إنني أتمنى قبل أنَّ تقع الكارثة أن يكون للمسؤولين قلب فيشفقوا على المواطنين الذين تقع بحيرة العفن بجانب منازلهم. وأتمنى أن تجد معاناتهم أذناً صاغية ويقرر مسؤول ما التضحية بجزء من وقته ويحاول إيجاد الحلول لمشكلتهم فقد شبعوا من اللجان والاجتماعات التي لا تنتهي. وتعبوا من التصريحات الجوفاء التي لا تقي من لسع البعوض ولا تبعد الروائح الكريهة عن منازلهم.