نفت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن تكون الأبخرة المنبعثة من محطة التحلية في جدة ضارة بالبيئة ، لافتة إلى أن جميع محطاتها العاملة جرى تنفيذها بمواصفات لا تؤدي إلى تلوث الهواء أو الضرر بالبيئة المحيطة. وتابعت المؤسسة في ردها على ما تم نشره في العدد 4346 من صحيفة عكاظ بتاريخ 1/7 / 1434 ه تحت عنوان «أدخنة التحلية تلوث البيئة وتقلق السكان» أنها حريصة على جودة الهواء في المناطق المجاورة ، فضلا عن اهتماماتها بتقليص نسب تلك الملوثات إلى الحدود الدنيا بحيث لا تؤثر على صحة الانسان. وكشفت المؤسسة أنها إضافة إلى عمليات تخفيض الانبعاث التي تقوم بها المحطات فإن مواصفات تصميم المداخن في المحطات يلزمها برفع الغازات إلى ارتفاع 150مترا وبالتالي يتلاشى تأثيرها في المناطق المحيطة. وتابعت المؤسسة أنه عند قياس الأدخنة في الهواء المحيط فإن نسبها تقارب الصفر مما يضمن سلامة البيئة المحيطة من تركيز أية مواد ضارة. ومضت المؤسسة انه ومع ذلك تستشعر تخوف وقلق المجاورين للمحطة إلا أن الغازات والأبخرة المنبعثة من المداخن بمحطة تحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية بجدة هي عبارة عن نواتج حتمية لعملية احتراق الوقود وهي مكونات محدودة غالبيتها بخار ماء. وبينت المؤسسة انها تلتزم بجميع الدراسات التي نفذت على عوادم محطات تحلية جدة بأن تقع في حدود المواصفات والاشتراطات التي وضعتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وأن المؤسسة تلتزم بتطبيق قواعد أنظمة البيئة حيث يتم أخذ عينات من الغازات لتحليلها والتأكد من جودة الاحتراق بحيث تكون نواتج الاحتراق في الحدود المسموح بها، أما أكاسيد النيتروجين فيتم التحكم بها عن طريق ضبط الاحتراق وكمية الهواء لإتمام عملية الاحتراق لتقليل نسبها. وأوضحت أنها أنفقت 300 مليون ريال على محطة تحلية جدة «4» الحرارية لخفض انبعاثات أكاسيد الكربون وأكاسيد الكبريت، وقد حصلت المؤسسة على جائزة أفضل منظومة تشغيل في الدول العربي لعام 2012م. وأشارت إلى أن محطة التحلية بجدة المرحلة الرابعة تعتبر أول محطة تحلية تتقدم بطلب إدراج مشروع طموح لتخفيض غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الهيئة الدولية لآلية التنمية النظيفة في الأممالمتحدة، وقد سعت المؤسسة إلى تسجيل هذا المشروع ضمن مشاريع آلية التنمية النظيفة عالميا، ولإتمام متطلبات التسجيل فقد تعاقدت المؤسسة مع استشاري عالمي في هذا المجال، وبدأت في خطوات التسجيل، ونجحت في إدراج المشروع أوليا ضمن المشاريع المعروضة للموافقة عليها من الهيئة الدولية لآلية التنمية النظيفة في الأممالمتحدة. وكان محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه الدكتور عبدالرحمن محمد آل إبراهيم أوضح بمناسبة حصول المؤسسة على جائزة أفضل منظومة تشغيل في العالم العربي، أن المؤسسة العامة للتحلية المالحة أول مستشعرٍ بأهمية المحافظة على البيئة لاعتبارات عديدة. وبين أن المؤسسة قررت أن تلتزم بباقة متعددة من الأهداف الاستراتيجية التي لا تقل أهمية عن هدف إنتاج المياه المحلاة من البحر، والتي من بينها الهدف الاستراتيجي المعني بالمحافظة على البيئة وجعلت له سياسات مقننة وبرامج واضحة ضمن مؤشرات أداء محددة، ومن بين هذه البرامج الالتزام بإجراء دراسات بيئية لكافة مشاريع المؤسسة الجديدة، وعمل تقييم بيئي لكافة محطات التحلية العاملة، وتطبيق أنظمة صارمة للإدارة البيئية متضمنة تركيب أجهزة مراقبة وتقليل الانبعاثات الغازية، ومراقبة مداخل مياه البحر ومخارجه بالإضافة إلى إعداد خطط الطوارئ وتقنينها، وتأهيل العاملين وغيرها من البرامج المحددة التي تضمنتها الخطة الاستراتيجية الشاملة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة واعتمدها مجلس إدارتها مؤخرا، ومنطلق هذا أن العاملين في المؤسسة بكافة أطيافهم ومستوياتهم يستشعرون دورهم المهم في المحافظة على البيئة. ولفتت المؤسسة أنه فيما يتعلق بما ذكره احد سكان الحي القدامى طلب عدم ذكر اسمه إلى أنهم كثيرا ما سمعوا وعودا من مسؤولي التحلية بنقل المحطة إلى موقع بعيد عن العمران، فالحقيقة لم يسبق لأي مسؤول في المؤسسة أن أطلق مثل هذا الوعد، وللتوضيح فإن مجمع محطات جدة يضم حاليا خمس محطات وليس محطة واحدة، منها فقط محطتين حرارية بها مداخن وتتجه المؤسسة حاليا إلى إزالة جميع مداخن المحطات من محافظة جدة وذلك من خلال خطة عمل لإحلال محطات جديدة بدون مداخن مكان المحطات القديمة، لضمان استمرار إنتاج المياه المحلاة إلى محافظة جدة دون انقطاع، كما أن المؤسسة بصدد إطفاء مدخنتين من محطات تحلية جدة الحرارية المرحلة الثالثة قريبا، بعد أن يتم تدشين محطة جدةالجديدة بالتناضح العكسي المرحلة الثالثة، وهي عبارة عن أغشية خاصة لتحلية مياه البحر، وتستخدم الكهرباء للتشغيل وبذلك ستتلاشى انبعاثات الغازات، وللعلم هذه التقنية هي الأحدث بالسوق العالمي. وكشفت المؤسسة أنها اتجهت المؤسسة مؤخرا لاستخدام هذه التقنية في محطاتها داخل المدن، خصوصا في مدينة مثل جدة للتقليل من انبعاث الغازات، وقد تحقق من خلال المشروع العديد من الايجابيات منها: الاستخدام الأمثل للمكان حيث تم بناء المشروع على أرض المحطة القديمة جدة 2 الحرارية والتي عملت لأكثر من ثلاثين سنة وتم إزالتها لانتهاء عمرها الافتراضي، كما تم استخدام أنظمة لاسترجاع الطاقة مما يساهم في خفض استهلاك الطاقة، بالاضافة إلى الاعتمادية العالية من حيث توفر مصادر الكهرباء والمعدات الاحتياطية، وجودة المياه المنتجة، حيث تتم طريقة التحلية على مرحلتين. وتتميز هذه المحطة أنها صديقة للبيئة، حيث انها تستخدم الكهرباء بدلا من الوقود، كما تم وضع أنظمة لمعالجة المياه الراجعة للبحر بحيث تتوافق مع المواصفات العالمية لحماية البيئة، أيضا تم التخلص تماما من انبعاث الغازات التي كانت تتسبب بها المحطة القديمة. وفي موازاة ذلك أوضح المتحدث الرسمي للمؤسسة عبدالعزيز المزروع، أن المؤسسة حريصة على تفعيل استراتيجية الاستدامة البيئية وهي إحدى غايات المؤسسة ، فضلا عن الالتزام بتطبيق قواعد وأنظمة البيئة والمحافظ عليها ولهذا اتجهت المؤسسة إلى تشغيل محطاتها وفق الضوابط المعمول بها عالميا في هذا المجال بحيث يتم مراقبة الغازات من المحطات عن طريق أجهزة مراقبة جودة الاحتراق للتأكد من وجود الاكسجين الكافي لذلك وأيضا عن طريق عينات الغاز لتحديد نسب الانبعاثات وتقدير كفاءة الاحتراق داخل الأفران.