أنعشت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الآمال في تنفيذ مشروع نفق يربط الطائفبمكةالمكرمة، وذلك بعد أن وجه سموه محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر بالرفع له مباشرة عن المشروع، قائلا: «لن نبخل على مكةالمكرمة بشيء، وعليكم الرفع لي بتقرير عن المشروع فورا لمناقشته في مجلس الوزراء في أقرب فرصة، مؤكدا سموه حرص الملك على دعم كل ما من شأنه تطوير مكةالمكرمة». إلى ذلك أكد محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر حرص ولي العهد وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على دعم كل ما من شأنه تطوير المنطقة ومحافظاتها، لافتا إلى أن توجيه سمو ولي العهد يخدم المشاعر المقدسة والمنطقة بأكملها. وأشار رئيس الغرفة التجارية الصناعية في الطائف نايف العدواني إلى أن دراسة المشروع جاهزة، حيث تمت إعادة تصميم بعض التصورات بناء على توجيهات الأمير خالد الفيصل لتستمد تصميمها من الطبيعة العمرانية لمنطقة مكةالمكرمة وعرضها على خادم الحرمين الشريفين، لافتا إلى أن المشروع الذي تصل تكلفته إلى ثلاثة مليارات ريال، سيساهم في تقديم الخدمات واختصار المسافات، بما يضع حدا لمعاناة قاصدي مكةالمكرمة، معربا عن أمله في أن يكون مشروعا حكوميا. ويتوقع أن يسهم المشروع حسب عدد من رجال الأعمال بالطائف، في إنعاش الحركة الاقتصادية بالمنطقة، لتكون مقصدا سياحيا لكل أبناء المملكة، ويرى عيد السواط أن أثر المشروع لن يقتصر على اختصار المسافة بين الطائفومكة، بل سيسهم في إنعاش السوق العقارية بمنطقة الهدا بشكل كبير، وزيادة الاستثمارات في المنطقة عامة، وسيشكل إضافة مهمة للطائف والمنطقة الغربية من الناحيتين السياحية والاقتصادية، خصوصا أن المسافة المقدرة من النفق إلى البيت الحرام لن تتجاوز 30 دقيقة، كما ستصبح الطائف أقرب لسكان مكةالمكرمة من محافظة جدة، بما سيسهم في انتعاش السياحة على مدار العام. وقال رجل الأعمال أحمد الشهيب إنه بعد الانتهاء من المشروع ستكون الطائف مقصدا سياحيا بما يسهم في انتعاش الوحدات السكنية والفنادق والشقق المفروشة طوال العام وتوفير مساكن قريبة للمعتمرين والزوار. يذكر أن طول المشروع يصل 11 كيلو مترا محتويا على نفق من تحت الجبال قطره 13.5 متر وارتفاعه 8.7 متر، فيما حددت دراسة بداية النفق من منطقة الخالدية في محافظة الطائف بجانب نفق المياه القديم ونهايته في منطقة نعمان بداية مكةالمكرمة، وسيكون نفقا مزدوجا باتجاهين بواقع ثلاثة مسارات وعرض ثلاثة أمتار للاتجاه الواحد، ومزودا بأحدث تقنيات السلامة، فيما ستربط المسارين أنفاق عرضية للطوارئ بعد كل 300 متر للإخلاء في حالة الحوادث. وقد انبثقت فكرة النفق بعد تنفيذ مشروع إيصال المياه من محطة الشعيبة 1 إلى الطائف، والذي تم بواسطة أنابيب مررت عبر جبال الهدا، حيث كان تمرير الأنابيب عبر نفق خاص بالهدا، بمثابة بادرة لمشروع أكبر وهو تمرير نفق من خلال الجبل، وقد تبلورت فكرته بانتظار الموافقة على الاعتمادات ليكون بعد تنفيذه أطول نفق مزدوج في المملكة. وكشفت مصادر «عكاظ» أن الدراسات لتنفيذ مشروع النفق وضعت العديد من الحلول لمعاناة السكان وهي أن طريق الهدا الذي يزيد طوله على 40 كيلو مترا تستهلك فيه إطارات السيارات ومحركاتها وتختصر في عمرها الزمني، وهذا يكلف - بحسب دراسة - مبالغ كبيرة، فضلا عن اختصار المسافة عن طريق الهدا الحالي وطريق السيل، إضافة إلى كونه البديل الآمن لسالكية، بدلا من التوقفات والانهيارات التي يشهدها طريق الهدا وما يصاحبها من حوادث واختناقات على طريق السيل. يذكر أن مشروع النفق يمثل طريقا سريعا يختصر المسافة بين مدينتي مكةالمكرمةوالطائف، وكانت غرفة الطائف قد تبنت في وقت سابق، إعداد دراسة وتصاميم أولية للمشروع وجدواه الاقتصادية عن طريق أحد المكاتب الهندسية الاستشارية.