في البدء كانت عبارة عن فكرة، وتدريجياً بدأت هذه الفكرة تأخذ طريقها الى يد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل – أمير منطقة مكةالمكرمة، ضمن الخطط الهادفة الى تطوير مناطق الإمارة بكافة أوجهها، ومن ثم تبلورت الفكرة الى حقيقة والحلم الذي راود أهالي الطائف مراراً وتكراراً الى واقع في إيجاد طريق مختصر يصل ما بين الطائفومكةالمكرمة في غضون 10 دقائق من الزمن، حيث أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مؤخراً وبشكل رسمي مشروع نفق الملك عبدالله الذي يخترق جبال الهدا من حي الخالدية (غرب الطائف)، وصولاً إلى منطقة الكُر الواقعة أسفل جبل الهدا، حيث يحقق النفق الجديد اختصار للمسافة بين كل من المدينتين بواقع 13 كيلو مترا، ورصد لتنفيذه 2 مليار ريال. ويُمثل مشروع النفق طريقا سريعا يختصر المسافة بين مدينتي مكةالمكرمةوالطائف إلى ضعفي المسافة بين المدينتين عن طريق الهدا، وثلاثة أضعاف المسافة عن طريق السيل، وسيكون ضمن رأس مشاريع البنية التحتية المنفذة في الطائف. وينتظر أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع الضخم بعد خمس سنوات من الآن. انطلاقة الفكرة تبنت الغرفة التجارية الصناعية في الطائف إعداد الدراسة الأولية عن مشروع نفق الملك عبدالله ليربط محافظة الطائفبمكةالمكرمة، ودراسة الجدوى الاقتصادية منه، عن طريق أحد المكاتب الهندسية والاستشارية. وتم وضع تكلفة أولية للمشروع الذي يصل طوله 11 كيلو مترا مليارا و850 مليون ريال، حيث يضم النفق طرقا وجسورا إضافية، ويبلغ طوله 8.7 كيلو متر وقطره 13.5 متر وارتفاعه 8.7 متر. وسوف يكون النفق مزدوجا باتجاهين بثلاثة مسارات للاتجاه الواحد، بعرض ثلاثة أمتار للمسار، مزود بأحدث تقنيات السلامة. وستربط المسارين أنفاق عرضية للطوارئ كل 300 متر لإخلاء أي من المسارين في حالة حدوث حوادث. وتعود فكرة النفق الى مشروع إيصال المياه من محطة الشعيبة 1 إلى الطائف، والذي تم بواسطة أنابيب مُررت عبر جبل الهدا بعد أن بدأ منسوب مياه «عين» الشهيرة (محافظة تربة 180 كيلو مترا جنوباً) الساقي لأهالي وسكان الطائف في الانخفاض قبل أكثر من 15 عاماً، حيث كانت تمرير الانابيب بمثابة بادرة لمشروع أكبر وهو تمرير نفق من خلال جبل الهدا والتي تبلورت فكرته الى حيز الوجود فعلياً. أطول نفق مزدوج في المملكة يحول نفق الملك عبدالله الذي يعد أطول نفق مزدوج في المملكة وفي المنطقة وفريد من نوعه في العالم من الناحيتين الهندسية والجمالية مدينتي الطائفومكة إلى «مدينة واحدة»، كما سيساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة. وستكون بداية النفق من منطقة الخالدية في محافظة الطائف، بجانب نفق المياه القديم، ونهايته في منطقة نعمان بداية مدينة مكةالمكرمة. العديد من المزايا للمشروع الجديد العديد من المزايا الأخرى وليس على جانب اختصار المسافة بين الطائفومكة فحسب، وإنما سوف يسهم في انتعاش السوق العقارية في منطقة الهدا بشكل كبير، وسيحفز رجال الأعمال على الاستثمار في تلك المنطقة، فضلاً على أن المشروع سوف يشكل إضافة مهمة من الناحيتين السياحة والاقتصادية، ليس للطائف فحسب بل للمنطقة ككل، خصوصا أن المسافة من النفق إلى الحرم المكي لن تتجاوز 25 دقيقة، كما ستصبح الطائف أقرب إلى مكة من جدة، و ذلك سيساهم في انتعاش السياحة على مدار العام، سواء في الصيف أو الشتاء، الأمر الذي سيدعو ملاك المنتجعات والفنادق، والملاهي إلى الاستعداد طوال العام. إضافة الى توفير مساكن قريبة للمعتمرين والزوار الى مكةالمكرمة بدلاً من الاكتظاظ الذي تشهده مكةالمكرمة خاصة في المواسم مثل شهر رمضان أو خلال الحج. كما أن المشروع بحد ذاته يعتبر معلماً سياحياً، وسيكون الإقبال عليه كثيفا حتى من خارج منطقة مكةالمكرمة، ما سيسهم في انتعاش المنطقة اقتصاديا. يقلل من الانفاق المالي للمواطن كشفت الدراسات المعتمدة لتنفيذ مشروع النفق أن طريق الهدا الذي يزيد طوله على 40 كيلو مترا تستهلك فيه إطارات السيارات ومحركاتها وتختصر في عمرها الزمني وهذا يكلف وفقاً للدراسة على مدى العمر أرقاماً تقدر بأضعاف تكلفة مشروع نفق الملك عبدالله الذي يبلغ طوله 13 كيلو متراً ومصمم كطريق سريع يختصر المسافة بين مدينتي مكةالمكرمةوالطائف إلى ضعفي المسافة بين المدينتين عن طريق الهدا وثلاثة أضعاف المسافة عن طريق السيل وقد قطع مشروع نفق الملك عبدالله مسافة طويلة ويحظى باهتمام خاص من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بعد اطلاع سموه على دراساته وفائدته الكبرى التي ستنعكس على التنمية والتطوير لما يمثله طريق النفق الجديد من أهمية كبيرة كرافد تنموي يعود بالنفع العام على مصلحة الوطن اقتصادياً وسياحياً.