استطاعت المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، أن تحقق مكانة كبيرة في العديد من المجالات، بجانب مشاركتها في التنمية بمختلف جوانبها ومستوياتها، وحققت فيها نجاحات يشار إليها بالبنان مما أسهم في امتلاكها ناصية الكثير من المواقع والتي من بينها عالم الاقتصاد والاستثمار التجاري الذي اقتحمته بقوة، حيث دخلت المرأة اليوم في منافسة مع شريكها الرجل في مجال العقار والتسويق العقاري، لتملك أكثر من 04 في المئة من رأس مال السوق المالي، وقد وجدت مكانها في التسويق العقاري منطلقة من بعض مواقع الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي سمحت لها بالتواصل وتقديم العرض والطلب، الأمر الذي أثار حفيظة بعض العقاريين في مشاركتها لهم التسويق العقاري، وتشجيعها من البعض الآخر وذلك بعد أن وصلت نسبتها في العملية التسويقية إلى 06 في المئة. تقول إحدى السيدات والتي أطلقت على نفسها اسم العقارية «أعمل في مجال العقار منذ أكثر من خمسة أعوام وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر وبعض المواقع الاجتماعية التي فتحت لنا المجال في التسويق العقاري لبعض السيدات اللاتي ليس لديهن وقت للبحث»، مشيرة إلى أنها كسبت ثقة الكثير من سيدات الأعمال في التسويق لعقاراتهم، والبحث لهم عن عقارات وأضافت ولكن ما أعانيه أنني لم أجد الثقة التامة من البعض، حيث نواجه الكثير من التلاعب والنصب والابتزاز من البعض عبر المواقع، وذلك للاستهانة بما نقوم به من تسويق عبر النت، منتقدة عدم احترامهم لهذا العمل من قبل المرأة. عقارية نجد، قالت إن المرأة وجدت عبر التسويق الإلكتروني للعقار مكانا لها، ولكن ما زالت الثقة معدومة تماما إلا من البعض في تقبل فكرة التسويق عبر النت، مبينة أن المرأة تستطيع أن تعمل بها بعيدا عن الاختلاط مع الرجال في بعض المواقع خاصة عندما يقمن بتوفير بعض العروض لبعض السيدات من المطلقات والأرامل وكبيرات السن، إلا أنهن يواجهن مضايقات ونصب من بعض المتطفلين في بعض مواقع التواصل الاجتماعي. غياب الثقة أما عقارية كما تسمي نفسها، فتشير إلى أنها تعمل في مجال التسويق العقاري بيع وشراء، إلى جانب التأجير كوسيط منذ سنتين، مبينة أنها نجحت وزميلاتها في التسويق من خلال النت، مؤكدة أنه لا يوجد ثقة بقدرات التسويقيات عبر مواقع التواصل، خاصة أن هناك تلاعبا من قبل الزبائن واستغلالا ومضايقات، معربة عن أملها في أن يعيد هؤلاء النظر في رؤيتهم تجاههن في مجال التسويق، خاصة أنه لا توجد مكاتب في كل المدن متخصصة في التسويق العقاري. من جهته أكد أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالطائف صلاح بن عبدالله الحداد، أن وجود المرأة في العقار ليس حديث عهد، ولكن كانت وما زالت المرأة شريكا للرجل في كل المجالات، ومنها العقارات التي قد تكون المرأة هي ممتلكة لبعض العقارات، وأضاف لكن دخول المرأة للسوق العقاري يجب أن يكون وفق ضوابط شرعية ونظامية، حيث يسمح النظام لها بالحصول على التراخيص، لفتح مكاتب متخصصة للعقار في المملكة، وفي أي مدينة وفقا للوائح والأنظمة في البلد. الأنظمة واللوائح وقال الحداد إنه لا مانع من دخول المرأة في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه يجب أن تتبع ذلك مكاتب متخصصة في العقار ليتم مزاولة العمل التسويقي بكل نظام، إلا أن هناك من تعمل وتسوق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر المنتديات وبطرق غير نظامية، مشيرا إلى أن المرأة عندما تسوق للعقار سواء كان إيجارات أو بيعا وشراء تحتاج للخروج الميداني الذي قد يعرضها للخطر، ومن هنا ندعو جميع العاملات في هذا القطاع للعمل وفق أنظمة ولوائح تحفظ مكانها وكرامتها وجهدها من عبث العابثين. أما عضو مجلس الإدارة بالغرفة التجارية الصناعية بالطائف أحمد العبيكان، فقد أكد أن المرأة شريك استراتيجي للرجل في كافة المجالات بالمملكة، التي تعيش نهضة اقتصادية وتنموية ساعدت على إيجاد مكان للمرأة، بعد أن فتح المجال لها للمشاركة مع الرجل في كل ما يخدم المملكة، مبينا أن سيدات المجتمع السعودي يمثلن 40 في المئة من رؤوس الأموال العقارية، مشيرا إلى أن وجودها كمسوقة عقارية دليل على تفوقها في هذا المجال، وأضاف هناك أسماء لامعة في هذا المجال تم فتح مكاتب متخصصة لهن ليمارسن عملهن العقاري، أما في ما يخص تسويقها للعقار عبر الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تثبت نجاحها في معزل عن المخالطة مع الرجال ومن منزلها، ولكن نتمنى ألا تقع في شباك الاحتيال، فعمل التسويق العقاري شاق ويحتاج للخروج الميداني، وهو ما قد لا يتوافق مع طبيعة المرأة، ولكن نتمنى أن تجد المرأة مكانتها في هذا المجال من خلال توظيف وتوطين وظائف أقسام التسويق من خريجات الجامعات في المكاتب التخصصية للعقارات النسائية في المستقبل. مسوقة ناجحة أما مدير مجموعة «المتخصصون العقاري» وعضو اللجنة العقارية في الغرفة التجارية عبدالله الدهيمي، فيشير إلى أن المرأة مسوقة ناجحة في كافة المجالات، مبينا أن نجاحها في هذا المجال ما هو إلا مواصلة لباقي النجاحات في المجالات الأخرى، وأضاف الدهيمي «60 في المئة من زبائن العقارات نساء ومن نظرتي وخبرتي في مجال هذا المجال هناك أكثر من 40 المئة من رأس الأموال العقارية تملكها نساء، لذلك لا نستغرب وجود المرأة مسوقة عقارية ولكن عمل المرأة في التسويق العقاري عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر المنتديات قد يوقعهن في مشاكل واحتيال، وذلك لعدم وجودها تحت مظلة نظامية للتسويق العقاري»، مبينا أن التسويق الإلكتروني لا يقع تحت مظلة نظامية ولا يحمي المستفيد ولا المستهلك. فيما أكد رجل الأعمال مجدي الزيادي، عدم اتفاقه مع فكرة دخول المرأة مجال التسويق العقاري، مبينا أن هذا النوع من العمل يحتاج إلى خبرة لا تقل عن 20 عاما على الأقل لتصبح المرأة ملمة بكل ما يخص العقار وتسويقه، وأضاف «أرى أنه تصعب فكرة تسويقها العقاري لما تتطلبه المهنة من خروج ميداني يصعب على المرأة في كل الأوقات»، معربا عن أمنياته في أن تدخل المرأة السوق العقاري من خلال مكاتب متخصصة نظامية، مشيرا إلى وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال عبر بعض المسوقين والمسوقات غير النظاميين عبر المواقع الاجتماعية، الأمر الذي جعل الكثير لا يؤمن بالتسويق العقاري الإلكتروني.