أثار لجوء مسوقات ومندوبات تسويق عقاري الى نشر صورهن على لوحات دعائية لمشاريعهن ومكاتبهن العقارية, حفيظة عقاريين من الرجال في الأوساط العقارية, معتبرين أن استغلال جمالهن بوسائل مغرية لجذب المشترين, يشكل منافسة شرسة وغير متكافئة في مزاحمتهن للرجل في سوق العقار, وعدوا دخول المرأة الى مجال التسويق العقاري, مخالفة لأنظمة وقوانين العمل في المملكة. ودخلت المرأة مضمار التسويق العقاري من أوسع أبوابه بمدينة جدة تحديدا, في أعقاب افتتاح مكاتب عقارية نسائية تتعامل مع الرجال والنساء على حد سواء, وتسهل بيع عقارات مقابل قيمة سعي يتم الإتفاق عليها بين الطرفين. الى أن ذهبت عقاريات الى وضع لوحات دعائية تحمل تفاصيل العقار المعروض وصورة المسوقة العقارية, فيما أبتدعت فرق نسائية أخرى أساليب جديدة في ممارسة التوسط في بيع وشراء العقار من خلال الجوال ومواقع الأنترنت المتخصصة, ما أثار استنكار بعض العقاريين حيال عمل المرأة الى جانبهم, ومنافستها لشركات ومكاتب عقارية رجالية.
واعتبر عبدالرحمن دخيل وهو أحد أصحاب المكاتب العقارية المنتشرة في جدة ل (عناوين): أن دخول المرأة في مجال التسويق بشكل لافت يعد مخالفة نظامية وقانونية صريحة, ذلك أن التعليمات منعت خوض غمار هذه المهنة على المرأة كونها من المهن المحفوفة بالمخاطر, بسبب تعرضها للإبتزاز وأنها قد تضعف أمام الإغراءات المالية المقدمة من البعض. من جانبه, أكد عبدالله البلوي شيخ دلالي العقار في جدة ل (عناوين) على اقتصارمجال التسويق العقاري على المواطنين الرجال, وأضاف "لا تمنع مشاركة وعمل المرأة في تسويق العقار, في حالة ضمان عدم تعاملهن مع الرجال, واقتصارهن في مجال العقار على التعامل مع النساء فقط, بالرغم من صعوبة الإنضباط في هذا المجال". فيما انتقد عضو اللجنة العقارية في الغرفة التجارية في جدة عوض الدوسي في حديث ل (عناوين) دخول المرأة في هذا المضمار, واصفا إياه ب "غير المنطقي وغير الجاد", وقال إن تسويق العقار لا يليق بالسيدات, وأن معظم العاملات في المجال هن وافدات, رغم وجود مواطنات بدأن بالفعل في تسويق العقار تحت إغراءات المردود المالي الكبير. والمرود المالي المجزي في هذه المهنة هو ما دفع بكثير من السيدات الى التمسك بها, اما بفتح مكاتب عقارية أو العمل كمسوقات عقاريات, رغم هجوم الرجل بسبب مقارعتهن له في مجال العقار, ومن جهتها قالت رشا فؤاد مسوقة عقارية, بأنها تجري تعاملاتها وتتواصل مع أًصحاب العروض والطلبات العقارية من خلال هاتف جوال خصصته لعملها في تسويق العقار, ورغم احتياطاتها, الا أنها تؤكد تعرضها لمضايقات وتلميحات من قبل البعض, قائلة "لكنني قادرة على تجاوز تلك العقبات أمام سطوة المردود المادي الكبير لهذه المهنة". ويبدو أن امتعاض العقاريين من مناصفة كعكة سوق العقار مع النساء, بعد أن احتفظوا بها لسنوات, طاول العمالة الوافدة أيضا, والتي تمكنت من اقتحام السوق كطرف آخر في المنافسة غير المتكافئة بحسب مايراه عقاريون أكدوا على أن دخولهم للسوق تسبب لهم بخسائر ومضار جسيمة. حيث شدد الدوسي على أن التعليمات تقصر مهنة التسويق العقاري على المواطن الرجل, وأن مسألة دخول وافدين الى مهنة العقار بحاجة الى تنظيم وعقوبة صارمة بسبب التستر عليهم في العمل في العقار, خاصةً أن أغلبهم لا يتقن هذا المجال.