انطلقت صباح أمس القوارب الحديثة (الفلوكات) لنقل معلمي ومعلمات وطلاب جزيرة قماح إلى جزيرة فرسان،، والتي دشنتها إدارة التربية والتعليم بمنطقة جازان بحضور مدير مكتب التربية والتعليم بفرسان طلال كبيني ورئيس الشؤون المدرسية بالمكتب أحمد حكمي. وتتميز القوارب الجديدة بتوفر وسائل السلامة، بوجود كابينة مغلقة، وذلك حفاظا على الطلاب والمعلمين من الأمواج، بدلا من قوارب الصيد التي كانت تنقلهم في وقت سابق، وتعرضهم يوميا للمخاطر في ظل عدم توفر أي مقومات أو وسائل السلامة. وجاءت انطلاقة القوارب وسط فرحة عارمة من الأهالي، الذين وجدوا فيها نهاية لمعاناة أبنائهم في الانتقال إلى مدارسهم وسط الأمواج والقوارب المكشوفة. وأعرب عدد من المعلمين والطلاب والمعلمات عن تقديرهم لمدير التعليم بالمنطقة محمد الحارثي على إنهاء معاناتهم في وقت قياسي، ومباشرة الموقف على الطبيعة، مما كان له أثرا في سرعة رفع الأمر إلى الوزارة والتي تجاوبت سريعا وتم توفير القوارب.ولم تكن معاناة معلمي ومعلمات وطلاب قماح وليدة الأمس، بل امتدت منذ 37 عاما، تحمل خلالها أولياء الأمور تكاليف نقل أبنائهم. وبين أبكر عقيلي قائد المركب الذي كان ينقل المعلمات يوميا من جزيرة فرسان إلى جزيرة قماح، أنه بدأ بنقل المعلمات الثلاث ومديرتهن يومياً منذ ثلاث أعوام بمبلغ مالي قدره ألف ريال عن كل معلمة، وهو المبلغ الذي اعتبره غير كاف لسد حاجات المحروقات، باعتبار أن طريق البحر يختلف عن البر. وعن قصة المعلمات اللاتي من خارج فرسان، قال العقيلي: المعلمات يسكن مناطق متفرقة من مدينة جازان، ومنهن في محافظة أخرى، وتقلهن سيارة بعد ظهر يوم الجمعة إلى (العبارة) التي تتجه يوميا من ساحل جازان إلى جزيرة فرسان تستأجر المعلمات منازل بجزيرة فرسان، وكل صباح يجتمعن في سيارتي الخاصة، وأتجه بهن إلى مرسى الغدير، لأبحر بهن إلى جزيرة قماح عند الساعة السادسة والنصف من صباح كل يوم، وأعود بهن بعد الظهر، وهكذا حتى يوم الأربعاء.