مع إشراقة شمس كلَّ يوم دراسي جديد تتكرر على شاطئ «مرسى جنابة» ب»جزر فرسان» رحلة الإرادة والطموح؛ لطلاب ومعلمي مدرسة «جزيرة قماح الإبتدائية»، حيث يجتمع المعلمون مع طلابهم على شاطئ مرسى «فرسان»، ليخوضوا عباب البحر إلى المدرسة، حاملين معهم ملابس إضافية تحسباً لغدر البحر، والذي تتقاذف أمواجه مركبهم الصغير طول الرحلة، ليستقلوا بعد وصولهم إلى الجزيرة الحافلة، الذي وفرتها لهم الإدارة العامة للتعليم، حيث يبدأ اليوم الدراسي بكل نشاط وجدية، يشارك فيه المعلمون طلابهم الصغار وجبة الإفطار في أجواء تربوية بسيطة تفوق الوصف. الطلاب والمعلمون على متن «الفلوكة» «الرياض» رافقتهم منذ الصباح الباكر، حيث اتجه الجميع إلى «مرسى جنابة» قاصدين جزيرة «قماح» عبر مركب صغير يعرف ب»الفلوكة»، واستغرقت الرحلة (15) دقيقة تقريباً-وهي مدة المسافة ما بين جزيرة «فرسان الأم» وجزيرة «قماح»-. وعلى الرغم من الموقع الجغرافي وعبور البحر يومياً؛ إلاّ أنّ المعلمين والطلاب يقابلون ذلك بارتياح منقطع النظير وابتسامة ترتسم على محياهم طول الرحلة، ويمكن أن تقرأ في أعين الطلاب نظرة المستقبل والطموح الذي لا يتوقف عند الصعاب. الزميل المدخلي برفقة الطلاب في رحلتهم إلى المدرسة وقال «أحمد عيسى»-مدير مدرسة جزيرة قماح الإبتدائية-: «افتخر وزملائي المعلمون في خدمة هذا الوطن في أي جزء منه، وهذا أقلُّ واجبٍ يمكن أن نقدمه، والعمل هنا له وضعٌ خاص، ولا تواجهنا أي صعوبات تذكر، إلاّ أمواج البحر؛ فهي تتسبب أحياناً في تأخرنا من وإلى المدرسة، متمنياً من وزارة الخدمة المدنية النظر في نسبة بدل النائية التي تصرف لمعلمي مدرسة قماح والمقدرة (5%)، وهي نسبة بسيطة مقارنةً بكثير من الأماكن التي تصرف لها الوزارة الخدمة بدلات نائية مرتفعة. وفي إطار حرص الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان على توفير بيئة تربوية وتعليمية أفضل لطلاب ومعلمي جزيرة قماح، وبتوجيهات من مدير عام التربية والتعليم بمنطقة جازان، تم افتتاح مدرستين للبنين والبنات، لتكون بديلةً عن المباني القديمة، كما وفرت وسيلة نقل عبارة عن «باص»؛ لنقل الطلاب والمعلمين من الشاطئ إلى المدرسة، وتلتقي الإدارة باستمرار مع الجهاز الاداري والتعليمي في المدرسة؛ للوقوف على احتياجتهم والعمل على توفيرها.