تناقش مجالس حائل منذ فترة ظاهرة تجمهر العابرين حول الحوادث المرورية والحرائق، حيث اعتاد كثيرون التجمهر حول المركبات التي تتعرض لحوادث، بل يوقف البعض أحيانا سياراتهم ويترجلون لمتابعة تلك المناظر التي تنجم عن التصادمات والانزلاقات والانحرافات على الطرق، بطريقة قد تعيق عمل الجهات المختصة في مباشرة الحوادث، وتسبب أضرارا للضحايا، والتقت «عكاظ» عددا من أهالي حائل ووقفت على آرائهم في هذا الصدد. وأبان الشاب خالد العبدالله أن التجمهر عند وقوع الحوادث أو المشاجرات أو الحرائق يعوق عمل الجهات المسؤولة عن متابعة الحادث وإنقاذ الضحايا، مضيفا أن هذا السلوك يدخل في باب التطفل والفضول، مبينا أن التجمهر يسبب ضررا للضحايا في بعض الحالات، مشيرا إلى قصة مماثلة تعود تفاصيلها إلى وقوع حادث مروري شنيع، أخرج على أثره السائق وهو ينزف ويحتاج إلى التقاط أنفاسه ريثما تصل سيارة الإسعاف لنقله من موقع الحادث، مضيفا أن التجمهر احتجز الهواء وكاد المصاب يختنق بعد أن أغمي عليه، لولا وصول الإسعاف في اللحظة المناسبة، مبينا أن الزحام ضايق الجهات الأمنية أثناء مباشرتها الحادث، مؤكدا أن المصابين في الحوادث ربما يكونون من النساء، وقد يؤدي التجمهر إلى كشف عوراتهن. من جانبه قال عناد الرشيدي إن البعض يقف بشوق ولهفة عندما تقع حوادث مرورية، بهدف معرفة تفاصيل الحادث، مضيفا أنهم لا يقفون عند هذا الحد بل يشرعون أحيانا في إحصاء خسائر الحادث وتحديد الطرف المخطئ الذي تسبب في الحادث، في وقت يكون فيه المصابون في حالة يرثى لها. وفي السياق أوضح محمد الحبيب أن التجمهر يسبب ارتباكا في حركة السير، نظرا لوقوف المتجمهرين على جانبي الطريق، بل في منتصفه أحيانا، مضيفا أن التجمهر تسبب ذات يوم في تأخيره عن الدوام عدة ساعات وهو ينتظر تحرك السيارات التي كانت تقف في عرض الطريق. وأكد سالم العمر أن البعض يرفض الاستجابة عندما يطلب منه عدم التجمهر، مضيفا أن هؤلاء لا يرون في ذلك نوعا من التطفل بل يعتقدون أنه ضرب من الشجاعة والشهامة وتقديم المساعدة، فيما أبان رائد الفايز أن تقديم المتجمهرين المساعدة لضحايا الحادث سلوك خاطئ لأنهم غير مدربين أو متخصصين في هذا المجال، لكنه أكد أن الطبيعة البشرية تميل إلى معرفة تفاصيل الحوادث. من جانبها قالت نورة إن التجمهر في مكان الحادث يكون من أجل المساعدة أو الإنقاذ، ويحدث أحيانا كنوع من الفضول أو حب الاستطلاع، مضيفة أن ذلك يعرض المتجمهرين وغيرهم لخطر الحوادث بمجيء سيارة أخرى مسرعة من الخلف فيحدث ما لا تحمد عقباه. من جهته أشاد الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بحائل النقيب عبد الرحيم الجهني بما قام به شباب المنطقة من عمليات إسعاف وإنقاذ في بعض الحالات، مضيفا أن الدفاع المدني يحرص على سلامتهم، مشددا على مساعدة الجهات الأمنية في تأدية واجبها في أماكن الحوادث، عبر إفساح المجال لرجال الأمن والإسعاف، داعيا المواطنين إلى الانصراف عن مواقع الحوادث وإخلائها حتى تتمكن الجهات المختصة من التعامل مع الوضع بسرعة.