اعتقلت السلطات الإسرائيلية أمس عشرات الفلسطينيين من أبناء مدينة القدسالمحتلة بتهمة المشاركة في التظاهرات التي شهدها المسجد الأقصى الأحد الماضي احتجاجاً على محاولات اقتحامه من قبل متطرفين يهود. وقال رئيس نادي الأسير في القدس ناصر قوس إن سلطات الاحتلال اعتقلت حتى الظهر أكثر من خمسين فلسطينياً، وان حملة الاعتقالات متواصلة. وأشار إلى أنها أحالت عدداً من المعتقلين على المحاكمة بتهمة إلقاء حجارة وأجسام صلبة على أفراد الشرطة أثناء التظاهرات. ووصف القيادي في حركة «فتح» في القدس حاتم عبدالقادر هذه الاعتقالات بأنها الأوسع في المدينة منذ بدء الانتفاضة الثانية عام 2000. وقال: «هذه اعتقالات استفزازية لا مبرر لها، فكل ما جرى هو قيام مصلين مسلمين بالتصدي لمحاولة متطرفين يهود اقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه». من جهة اخرى، دعت «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية إلى «ضرب الكيان الصهيوني في كل مكان وزمان»، رداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القدسالمحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية. ووجهت «كتائب شهداء الأقصى - مجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة»، «دعوة عاجلة إلى كل رجال المقاومة الفلسطينية بأجنحتها العسكرية كافة، وعلى رأسها كتائب شهداء الأقصى في فلسطين، لبدء الاستعداد لضرب الكيان الصهيوني في كل مكان وزمان إذا استمرت الاعتداءات الصهيونية على القدس والأراضي الفلسطينية». وحضت في بيان صحافي أمس قيادة حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية على «اتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة والمناسبة، وعلى رأسها وقف كامل لأي محاولة لإعادة التفاوض مع هذا العدو المجرم». وقالت إنه «في وقت تجرى الاتصالات المكوكية لعودة مسار المفاوضات من جديد على قاعدة اندحار قوات الاحتلال عن أرضنا المحتلة العام 1967، يستمر تعنت حكومة الإرهابي بنيامين نتانياهو الصهيونية بمواصلة البناء في المستوطنات والجدار العنصري». وأضافت أن «الحكومة الصهيونية (لا تزال تقوم) ببناء المستوطنات ومواصلة حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى واستمرار البناء في جدار الفصل العنصري، واستمرار الاعتقالات والمداهمات في معظم مدن الضفة الغربية، وأخيراً في قطاع غزة من توغلات وتجريف لأراضي المزارعين والمواطنين، وغارات وهمية تخيف الأطفال والنساء والشيوخ، مروراً باستهداف المواطنين شرق جباليا، وصولاً الى اغتيال المقاتلين في شرق مدينة غزة، وعلى رأس هذا التصعيد في القطاع الاستمرار في الحصار وإغلاق المعابر». ودعت المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤوليته تجاه شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته»، وأهابت بالأمتين العربية والإسلامية «النظر بجدية أكثر، والالتفاف حول الدفاع عن كامل حقوق الشعب الفلسطيني وحماية مقدساته وعلى رأسها الحرم القدسي الشريف». ووجهت «دعوة مفتوحة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني لممارسة أشكال المقاومة الشعبية كافة لصد هذا العدوان والصمود أمامه». واعتبرت أن «مجرد التفكير في الاعتداء على حرم المسجد الأقصى وما حوله من مقدسات هو الخط الأحمر لنا ولشعبنا ولأمتنا، ومقابل هذا الاعتداء نؤكد للقاصي والداني أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تدنيس واقتحام المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف من قبل الجماعات الصهيونية التي تحاول دوماً التحرش والمساس بمسجدنا الأقصى المبارك الذي يشكل عندنا رمزاً أساسياً لوجودنا وحقنا المشروع والتاريخي على هذه الأرض العربية والفلسطينية».