أصبحت رياضة الإسكيت الشبابية مرفوضة في مجتمع عسير، في وقت اعتبرها الشباب ليست تعديا على أحد، لكنها تعبر عن شخصياتهم، وليست خطرة كما يعتبرها البعض. وفيما يصارع الشباب للإبقاء على الهواية المحببة لهم -حسب قولهم- والتي تتناسب مع تطلعاتهم، اعتبروا رفض هذه الهواية من أجل الرفض لا يكرس لغة الحوار بين الكبار والشباب، ولا يفتح معهم نوافذ الحوار. وتساءل فريق «كمندوز سكيت» وهم من ممارسي هذه الرياضة عن المعنى من تصور هذه الرياضة على أنها مؤذية للعوائل، رغم أنها عكس ذلك. واتفق كل من مدير الفريق عبدالله حكمي، ناصر هتفر، وعبدالقادر الشهراني، وماجد الشهراني، وعبدالله بريك، إضافة إلى المنسق الإعلامي سعيد السيف، على أن هذه الرياضة تكرس عمق طموحهم في التغلب على العقبات، وهو أمر عكس ما يصوره البعض على أنها مجازفة كبيرة على عجلات صغيرة، والدليل أن الكثير من الأسر والعوائل تستهوي تلك العروض، وتقف لمتابعتها. ويوضح ناصر هتفر أنهم مضطرون لممارسة الهواية في الشوارع «لأننا ببساطة لا نجد أي مساحة شاغرة لممارستها وليس هناك أي اهتمام بهذه الرياضة على كافة المستويات، لذا يكون الاجتهاد شخصيا من الشباب عبر الفيس بوك مثلا للتجمع في مكان ما وبدء العروض والتي في بعض الأحيان يتجمع فيها أكثر من 200 شاب وهو عدد كبير يجب العمل على احتضانه، وتجرى تصفيات لاختيار الأفضل، إلا أنه ليس هناك أي دعم تشجيعي لنا سواء ماديا أو حتى معنويا». وعن المضايقات التي يتعرضون لها كشف عبدالله حكمي أن جميع الجهات الحكومية تضايقنا أثناء ممارسة هذه الرياضة، سواء الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودائما يقومون بسحبنا إما لمركز الشرطة أو مركز الهيئة وأخذ التعهدات علينا بعدم ممارسة اللعبة في الأماكن العامة. وأوضح عبدالقادر الشهراني: ذهبنا للرئاسة العامة لرعاية الشباب ولم يستقبلنا أحد، ولم يساهم أحد في توجيهنا للشخص المسؤول، وفي الفريق لدينا نحارب العادات الضارة، حيث كان معنا شباب يتعاطون الدخان وبممارسة الرياضة والهواية أقلعوا عن التدخين، لأن لدينا شرطا أساسيا أن أي شخص يتعاطى الدخان يتم استبعاده على الفور من الفريق حتى لو حقق المركز الأول في البطولة، مبينا أن أغلب شباب الفريق قبل الانضمام كانت هوايتهم التجول في الشوارع دون أي هدف، وهذه الرياضة تساعد على اللياقة ومناسبة صحيا، فضلا عن دورها الاجتماعي في اكتساب أصدقاء جدد. وأوضح عبدالله حكمي أنه بدأ في ممارسة رياضة السكيت في سن السادسة «وحينما وصل عمري 17 عاما تعمقت ودخلت عالم احتراف هذه الرياضة». وبين عبدالقادر الشهراني «علاقتي بالإسكيت انطلقت عند بلوغي سن السابعة، وقد تأثرت بشقيقي الأكبر الذي كان يمارس هذه الرياضة، وهو من قام بجذبي لها بشكل كبير». أما الشاب عبدالله بريك فيضيف: أنا بدأت ممارسة الإسكيت عند سن الثامنة، وكنت أمارس هذه الرياضة بصحبة مجموعة من الأقارب، وبعد ذلك انقطعت عنها حتى وصل عمري 17 عاما وعدت لممارستها من جديد. 500 هاوٍ اعترف الإعلامي سعيد السيف أن الكثير من الأسر لا تشجع على ممارسة هذه الرياضة في الشوارع، وإن كانت تتفق على ممارستها في أماكنها المعروفة في ساحات مغلقة فهناك أكثر من 500 ممارس في عسير، والشباب يعانون من عدم وجود أماكن لممارسة هوايتهم، ونطالب الجهات المسؤولة بالاعتراف برياضة الإسكيت التي تم الاعتراف بها في الدول الغربية، ويجب أن يتم منحها حقها مثل باقي الرياضات، فهناك أبطال سعوديون شاركوا في كوريا وفرنسا وحققوا مراكز عالية، الأمر الذي يعزز أهمية احتضانها من كافة الجهات ويجب عدم إلقاء اللوم على أي جهة بعينها حتى لا يضيع الهدف وهو الدعم.