مجموعة من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 23 ربيعا، اتخذوا من كورنيش جدة الجديد، مرتعاً خصباً مزجوا فيه بين متعتين، الأولى "ممارسة هوايتهم"، والثانية "إعطاء مزيج من الترفيه المختلف" للمرتادين بطريقة شبابية صرفة. في أحد أجزاء الكورنيش، ومنذ افتتاحه تقريباً، عكف الشباب بقيادة عبد العزيز بن ناصر القحطاني، على بلورة هوايتهم في إجازة آخر الأسبوع "الأربعاء والخميس والجمعة"، في تقديم ألعاب احترافية وبهلوانية تشبه طريقة "لعب الكبار"، ما بين السباق بين رياضي الإسكيت، أو المرور بين الكاسات المرصوصة على طول الخط، وهم مغمضو العينين، أو القيام بعمليات القفزات الفنية، التي تثير الأبناء قبل آبائهم. كاميرات الهواتف النقالة هي الأخرى، تحولت مع هواية الشباب في كورنيش جدة إلى حالة من "الرصد والمتابعة" الدقيقة في إجازات الأسبوع، فهي لا تتوقف على الإطلاق، ما بين الصور الفوتوجرافية وتسجيلات الفيديو التي تبعث على الفور لموقع تنزيلات الفيديو المجاني العالمي المعروف ب"اليوتيوب" تحت عناوين مختلفة بشكل أسبوعي، مثل "شباب يمتعون زوار الكورنيش برياضة الإسكيت"، "شباب سعودي اتخذ من الإسكيت ترويحا للزائرين". وبينما أنت تشاهد الفواصل الرياضية، بأوقات محددة الأربعاء والخميس يبدأ برنامجهم الرياضي من بعد صلاة العشاء، وأما الجمعة فيكون من بعد صلاة العصر وتستمر لساعتين ونيف. الأحاديث المتفرقة وهم يتابعون "مهارت الشباب السبعة"، تمثل هي الأخرى ملامح، فألسنة الحضور تبوح بما داخلها، فهناك من يقول لهم "يجب دعمكم بشكل كبير"، وآخر يبادر يوعدهم بتقديم " الرعاية لهم عن طريق علاقاته"، وآخرون يمدونهم بقائمة طويلة لا تنتهي من "الثناء والتبجيل". وحينما تشاهد منظر التجمهر وارتفاع أصوات فلاشات التصوير الرقمية، فهذه إحدى علامات "شباب الإسكيت"، ويقول القحطاني الذي يعمل موظفاً بالقطاع الخاص عن سبب ممارسة هواياتهم "إن الكورنيش الجديد يعد المكان المناسب الوحيد في جدة لرياضة الإسكيت، وبخاصة في ظل عدم وجود مكان خاص لهم لممارسة هذه الرياضة أسوة بالدول الأخرى، فأرضيات الكورنيش مناسبة جداً لهذه الرياضة". السؤال الدائم المتكرر من الجمهور لعبد العزيز القحطاني هو كيف دخلت هذا المجال؟ ويجيب بشكل عفوي أنه دخله عن طريق الصدفة لا أكثر، حيث كان في إحدى المناسبات وارتدى إحدى الزلاجات الخاصة بالإسكيت ووجد نفسه متفاعلاً معها منذ سنة ونصف، فيتذكر أول زلاجة اشتراها ب 250 ريالاً، ثم تطور بزلاجة أخرى ب 1900 ريال، لكن الزلاجة الأخيرة المتطورة جداً وبخاصة في عمليات القفز تبلغ قيمتها 3200 ريال. أصحاب القحطاني في المجموعة والقادمون من حي الروابي لم يفكروا حتى الآن بإنشاء فرقة خاصة باسم وهوية، مثل غيرهم من المجموعات رغم مطالبات جمهور الكورنيش لهم بذلك.