كشف عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار عن تعثر غسان هيتو في تشكيل الحكومة المؤقتة، لافتا إلى أن هناك توجها داخل المجلس الوطني بضرورة أن يحصل هيتو على إجماع الجيش الحر أولا، وفي حال لم يتمكن من توفير هذا الإجماع فإنه من الأفضل أن يتنحى ويجعل المهمة لغيره من الشخصيات ذات الإجماع الوطني. وقال نشار في حوار ل«عكاظ» إن مشروع تشكيل الحكومة مازال يراوح في مكانه، نافيا أن يكون هيتو قد انتهى من وضع الأسماء، مؤكدا أنه لا خلاف على شخص هيتو وإنما ثمة حاجة إلى وجود شخصية تجمع كافة أطراف المعارضة السياسية والعسكرية في الداخل والخارج. من جهة ثانية، ألمح عضو المكتب التنفيذي، أن أصوات التدخل الأمريكي لحسم الأزمة السورية بدأت تتعالى في الآونة الأخيرة فإلى تفاصيل الحوار: طال انتظار حكومة الرئيس غسان هيتو.. ماذا يجري في مسألة التشكيل؟. تشكيل الحكومة يراوح في مكانه، فلم يعد سرا أن تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة غسان هيتو، يواجه العديد من العقبات ومن أبرز هذه العقبات تحفظ قيادة الأركان في الجيش السوري الحر، وجرت عدة اجتماعات بين قائد هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس والمجلس الوطني السوري، نقل من خلالها إدريس عدم توافق عدد كبير من فصائل الداخل على ترشيح هيتو، الأمر الذي يتطلب من رئيس الحكومة بذل أقصى جهده لنيل هذا الإجماع. ومن ثم الشروع في التشكيل. وفي أحد الاجتماعات قال اللواء إدريس «لابد أن يحظى هيتو بإجماع القوى العسكرية والمجالس المحلية في الداخل، إذ لا نريد أن تزداد الفجوة والخلافات بين صفوف المعارضة في هذه اللحظة الحرجة التي نحتاج فيها إلى وحدة المعارضة». ألا تعتقد أن استقالة الخطيب أثرت على تشكيل الحكومة وعلى وحدة المعارضة وثقة المجتمع الدولي؟. بالطبع، جاءت استقالة الخطيب في توقيت خاطئ، وحتى أسلوبه في الاستقالة غير مفهوم، وهو يستغل تأثيره الديني ووزنه الاجتماعي في رئاسة الائتلاف، خصوصا بعد المبادرات الأخيرة التي دعا فيها إلى الحوار مع النظام. وهناك تساؤلات حول الاستقالة. لماذا استقال قبل نهاية فترة رئاسته في 11 الشهر الجاري، كان يفترض أن ينتظر إلى حين الانتهاء من فترة الرئاسة. لقد أربكت استقالة الخطيب قوى المعارضة، ولا بد من إعادة هيكلة الائتلاف. الكل يجمع على ضرورة توسيع الائتلاف، فلماذا تجاهل هذه المطالب؟. هذه فكرة مطروحة، ولا بد من تنفيذها، واقترح المجلس الوطني توسيع الائتلاف بإضافة 10 شخصيات عسكرية على أن تكون 5 شخصيات من القوى الثورية و5 من القوى العسكرية، وذلك من أجل تقريب الفجوة بين العسكريين والسياسيين، وهذا سيناقش في الهيئة العامة للائتلاف، لكن في ذات الوقت يجب أن تكون التوسعة حذرة ومدروسة. حتى بين القوى العسكرية ذاتها هناك مساع لتوحيد هذه القوى. كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن سيطرة الإخوان المسلمين على المعارضة.. هل تعتقد ذلك؟. أنا مع أن يكون الإخوان في صدارة الموقف السياسي، وذلك حتى نكتشفهم كما حدث في مصر، مشكلة الإخوان المسلمين في سورية أن خطابهم مازال ملتبسا وضبابيا، ومن الأمور التي مازالت موضع جدل مع الإخوان، هي الخطاب الديمقراطي، طمأنة الأقليات، وهناك قضايا أخرى يصعب سردها. وفي النهاية لا أحد ينكر أن الإخوان جزء من الحركة السياسية السورية، ولا بد من التعامل معهم، لكنهم مطالبون أيضا بالوضوح. البعض يرى أنكم (معارضة) غير مؤهلين لقيادة سورية ما بعد الأسد.. ماذا تقول؟. مضى من عمر الثورة السورية عامان، واستطاع المجلس الوطني بناء جسم سياسي يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، وسورية المستقبل ستكون للجميع، الكل يشارك في الحكم في بيئة ديمقراطية، ومن أولى القضايا المنتظرة هي عقد مؤتمر وطني عام لكل السوريين في دمشق، يتم من خلاله قيادة المرحلة المقبلة. هذه المرحلة التي تتحدث عنها.. من هم شركاؤكم فيها؟. تتصدر المملكة الدول الصديقة والشريكة لسورية المستقبل، والعلاقة بين سورية كدولة والمملكة تاريخيا، كانت من أكثر العلاقات استراتيجية، لذا فإن دور المملكة في المرحلة المقبلة سيكون واضحا وداعما سياسيا واقتصاديا، وهذا الأمر ينطبق أيضا على دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن الدور التركي في إعادة إعمار سورية، فتركيا نمر اقتصادي صاعد ذو خبرات، يمكن أن يكون له دور مباشر في المرحلة المقبلة. الأزمة السورية باتت معلقة بإرادة الدول الكبرى.. هل من تغير بعد اجتماع ما يسمى بأصدقاء الشعب السوري الأخير في اسطنبول؟. لا نريد أن نتأمل كثيرا من الموقف الدولي، إلا أن كل المؤشرات الأولية تقول إن الموقف الأمريكي بدأ يتحرك نحو التدخل، وهناك مؤشرات واضحة منها: حماسة الجمهوريين في الكونجرس وضغطهم على الرئيس أوباما، وتسريع العملية السلمية بين الأكراد والأتراك، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي الشهر الماضي إلى العراق، علما أن زيارته غير مبرمجة، وكذلك السؤال الأمريكي المتجدد حول الأردن وموقعها في النزاع السوري، وأخيرا التأكيد الأمريكي على استخدام الأسد للكيماوي، كل هذه المؤشرات توحي بتفكير أمريكي جدي للتدخل، على الأقل بالتسليح النوعي. لكن البعض مازال يتحدث عن مبادرة سياسية وبقاء الأسد للعام 2014.. ما تعليقكم؟. هذه مبادرة خارج حسابات المعارضة وخصوصا المجلس الوطني، لن يكون للأسد دور في أي مرحلة سياسية مقبلة، وكل يوم يزيد الخناق على نظامه، والدليل على ذلك توزيع الخوف والتهديد على دول الجوار، بدأ في لبنان وهو الآن يحذر الأردن، وهذا دليل على فقدان الأمل في الاستمرار.