انتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية غسان هيتو رئيساً لأول حكومة انتقالية في سوريا ستتولى إدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وحصل هيتو على 35 صوتاً من بين 49 ورقة انتخاب صحيحة في الجولة الأولى من الاقتراع الذي جرى في الساعات الأولى من يوم أمس الثلاثاء بإسطنبول، فيما حصل المرشح الآخر أسعد مصطفى على سبعة أصوات، وتوزعت باقي الأصوات على باقي المرشحين. وجاء انتخاب هيتو بعدما حقق التوافق بين الكتل المشكلة للائتلاف السوري بالنظر إلى خبرته الإدارية الكبيرة في شركات تكنولوجيا الاتصالات والتي تمتد لأكثر من 25 سنة. وغادر هيتو المنحدر من أصول كردية، سوريا مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وبدأ مساره المهني في الولاياتالمتحدة -التي يحمل جنسيتها-، وفيها حصل على الماجستير في إدارة الأعمال. ووفقا لعضو المكتب التنفيذي للائتلاف سمير نشار، فإن رئيس الحكومة الجديد سيعمل خلال فترة تصل إلى شهر على الدخول إلى الأراضي السورية واللقاء بالقيادات الميدانية ومختلف القوى السياسية والقوى المدنية والمواطنين للاستماع إلى انشغالاتهم واستطلاع آرائهم والحصول على ثقتهم. وأشار نشار للجزيرة إلى أن هيتو سيقوم بعد تشكيل فريقه الحكومي بزيارة إلى عدد من الدول للحصول على اعتراف منها بحكومته. ووفقا لعضو المكتب التنفيذي للائتلاف سمير نشار، فإن رئيس الحكومة الجديد سيعمل خلال فترة تصل إلى شهر على الدخول إلى الأراضي السورية واللقاء بالقيادات الميدانية ومختلف القوى السياسية والقوى المدنية والمواطنين للاستماع إلى انشغالاتهم واستطلاع آرائهم والحصول على ثقتهم. مبادرة شعبية وتزامن اجتماع الائتلاف السوري مع طرح مبادرة شعبية عرضت بداية على قيادات الائتلاف تضم أفكاراً من الشعب وأخرى طرحها رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب ونقحها أساتذة جامعيون وشخصيات وطنية من كل مكونات المجتمع السوري. واعتبرت المبادرة أن «اختيار السلطة الوطنية أو ما ندعوها حكومة مؤقتة هو حق عام ولن يصلح خارج الإرادة الشعبية»، وطرحت تصورات منها أنه لا بدّ لهذه الحكومة المؤقتة من أن تستوعب الجناح العسكري للثورة من أجل تحقيق اللحمة الوطنية بين شقّي العمل الثوري: العسكري والسياسي. واقترحت المبادرة، لتحقيق آلية رقابية على تشكيل الحكومة المؤقتة في هذا الظرف المعقد، أن يشرف الائتلاف الوطني السوري، بصفته ممثلا لفئة عريضة من الأطياف السياسية السورية، على عملية اختيار الشخصيات الوطنية للمقاعد الوزارية. كما اقترحت أن تأتي الحكومة المؤقتة ببرنامج سياسي واضح للمرحلة الانتقالية «لا بشار الأسد فيه ولا منظومته الأسدية»، وأن تترأس هذه الحكومة شخصية «وطنية تنويرية معتدلة، جامعة وتوافقية، تتمتع بثقة ومحبة الشعب، وتكون قادرة على توحيد صفوفه وكلمته، ولها هيبتها في القدرة على تنظيم حمل السلاح ومنهجته، وكذا النأي بالمجتمع السوري عن غلو التطرف الديني». ملء فراغ السلطة وأعلن أصحاب المبادرة طرحها للاستفتاء الشعبي العام على شبكة الإنترنت وفي وسائل الإعلام لاعتمادها شعبياً قبل الاعتماد الرسمي. ويأمل زعماء المعارضة ان يكون انتخاب هيتو الخطوة الاولى نحو ملء فراغ السلطة في سوريا الناجم عن انتفاضة عمرها عامان على الرئيس بشار الأسد. وقال هيتو لاعضاء الائتلاف في تصريحات مقتضبة بعد انتخابه:أتوجه ببالغ الشكر الى ابطال وثوار الشعب السوري. نحن معكم. وانسحب بعض كبار اعضاء الائتلاف ومنهم الزعيم القبلي أحمد جربا ونشيطا المعارضة وليد البني وكمال اللبواني من الجلسة قبل التصويت احتجاجاً على ما قالوا انه مسعى متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو. غير أن أنصار هيتو جادلوا بأن رجلهم مدير مؤهل لا تشوبه شائبة من الصراعات السياسية الداخلية في الائتلاف. وقال محمد قداح ممثل الائتلاف من درعا مهد الانتفاضة :تم التوصل الى شبه اجماع على هيتو. وهو رجل عملي ذو خبرة في الادارة ومنفتح للمناقشة. وقد وعد بالتشاور على نطاق واسع قبل اختيار الوزراء وألا يعين الا من له خبرة طويلة. وقال لؤي صافي -وهو عضو اخر في الائتلاف- انه من المتوقع ان يقوم هيتو بتشكيل حكومة تضم وزيري الدفاع والخارجية مع التركيز أيضا على الحقائب الوزارية للخدمات. وأضاف :هذه الحكومة ستقوم أساسا بتوفير الخدمات في المناطق المحررة. وقال سليم ادريس رئيس المجلس العسكري الاعلى للمعارضة بعد ان أحاط الائتلاف علما بالوضع العسكري ان قوة نيران قوات الاسد تجعل من المستحيل على الجيش السوري الحر ضمان سلامة الحكومة الجديدة اذا عملت من داخل سوريا لكن يجب على المعارضة أن تقبل المخاطرة. وقال مسؤول بالائتلاف: انه سيتعين على هيتو السعي لتدبير 500 مليون دولار على الاقل شهريا لحكومة بديلة لتقديم الخدمات واعادة فتح المدارس ودفع رواتب موظفي الحكومة في المناطق التي انهارت فيها سلطة الحكومة المركزية. وقال المسؤول :الان لدينا فرصة. فعلى الاقل تم اختيار شخص كفء ويمكنه ان يبدأ. لو كنا تأخرنا لاي فترة اخرى في تسمية رئيس للوزراء لاصبح الوقت متأخرا جدا.