مع إعلان الجامعة العربية أسماء وفد «الائتلاف الوطني السوري» الذي سيحتل مقعد بلاده في اجتماعات القمة العربية أعلن رئيس الائتلاف معاذ الخطيب استقالته أمس قائلاً في بيان انه اتخذ هذه الخطوة حتى يتسنى له العمل بحرية. ورفض «ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها». وأعلن «الجيش الحر» عدم الاعتراف بشرعية غسان هيتو رئيساً للحكومة الموقتة. وقال مصدر سوري معارض لوكالة «فرانس برس» إن «الخطيب لا يريد أن يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة خصوصاً قطر». وأضاف «كما أن لدى الخطيب مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الإخوان المسلمين». واختير الخطيب، الذي كان إماماً للمسجد الأموي في دمشق، لرئاسة الائتلاف في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد مغادرته سورية بسبب قمع الرئيس بشار الأسد للمعارضة. وأضاف في البيان، الذي نشر على صفحته الرسمية على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي «كنت وعدت أبناء شعبنا العظيم وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمر وإنني أبر بوعدي اليوم». ولم يوضح ما دفعه إلى الاستقالة. وتابع «أعلن استقالتي من الائتلاف الوطني كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توافرها ضمن المؤسسات الرسمية». وفي الأسبوع الماضي اختار «الائتلاف» رجل الأعمال السابق الذي تلقى تعليما غربياً غسان هيتو رئيساً للحكومة الموقتة كي يشكل حكومة تشغل فراغ السلطة في سورية الناشئ عن الانتفاضة التي أسفرت عن سقوط أكثر من 70 ألف قتيل. وفي وقت سابق من العام طرح الخطيب مبادرة للمعارضة لإجراء محادثات مع نظام الأسد في شأن عملية تحول سياسي لكنه قال إن الحكومة في دمشق لم تستجب. وفي بيانه قال الخطيب «سنتابع الطريق مع إخواننا الذين يهدفون إلى حرية شعبنا». وأضاف إن المناصب الرسمية هي «وسائل تخدم المقاصد النبيلة وليست أهدافاً نسعى إليها أو نحافظ عليها». وانتقد الخطيب الدول الداعمة للمعارضة السورية من دون أن يسميها، متحدثاً عن رغبة في «ترويض الشعب السوري وحصار ثورته». وقال «كثيرون هم من قدموا يد عون إنسانية صرفة، ونشكرهم جميعاً. إلا أن هناك أمراً واقعاً مراً وهو ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها». وتابع أن «من هو مستعد للطاعة سيدعمونه، ومن يأبى (يرفض) فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسول رضى احد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن، وإن باب الحرية فتح ولن يغلق». واعتبر أن «كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى، ليس كافياً كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب بأن يدافع عن نفسه». أضاف «إننا نذبح تحت سمع العالم وبصره منذ عامين، من قبل نظام متوحش غير مسبوق». وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم قال صباح أمس إن الائتلاف سيحضر قمة الدوحة بحثاً عن مزيد من الدعم للانتفاضة ضد الرئيس الأسد بعدما علقت جامعة الدول العربية عضوية النظام السوري واعترفت بالائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. ورحب الشيخ حمد بتعيين «الائتلاف» غسان هيتو رئيساً للوزراء في الحكومة الموقتة ما أغضب الليبراليين في الائتلاف الذين قالوا إن المجلس الوطني السوري أصبحت تهيمن عليه أطراف خارجية وجماعة «الإخوان المسلمين». وقال الشيخ حمد في مستهل اجتماع لوزراء الخارجية العرب «إننا نتطلع» إلى مشاركة المعارضة السورية «في القمة العربية تنفيذاً لقرار المجلس الوزاري العربي في القاهرة». وفي بيروت رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بغسان هيتو، وفق ما أفاد المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد وكالة «فرانس برس» امس. وقال المقداد «نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق» حول انتخابه في إسطنبول. وأضاف «أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الأركان (اللواء سليم إدريس) عندما أقول إننا لا نعترف برئيس حكومة فُرض على الائتلاف الوطني، بدلاً من أن ينال التوافق». وانتخب هيتو بأصوات 35 من أعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالى 50 عضواً، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من أعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه. وأعلنت شخصيات بارزة في المعارضة تعليق عضويتها اثر انتخاب هيتو، بينها المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، والأعضاء كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي وأحمد العاصي الجربا. وأورد المعارضون أسباباً عدة لقرار تعليق العضوية، منها الاعتراض على انتخاب هيتو والطريقة التي تم فيها ذلك. وقال المقداد «مع كل الاحترام لشخص غسان هيتو، من المستحيل على الجيش الحر أن يعترف برئيس حكومة لا يحظى بإجماع من كل مكونات الائتلاف». أضاف «ندعو كل أطراف الائتلاف إلى تصحيح الخطأ»، من دون تقديم إيضاحات إضافية.